للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسلمون عليه بإمرة المؤمنين، فقال الرجل: فهلا أخبرتني رحمك الله أنك أمير المؤمنين، فجعل عمر يقول: لا عليك يا أخي. [المنتظم ٤/ ١٧٨، ١٧٩].

• وعن رجل من جهينة قال: بعثني أبي في خلافة عمر بن الخطاب بنُجُد لأبيعهن بالمدينة، فلما كنت قريبا من المدينة إذا أنا برجل عامد إلى المدينة، وقد مال حمل حماري، فقلت: يا عبد الله أعني على حمل حماري حتى أعْدِله، قال: نعم يا بُنيّ، فقام معي حتى أعْدَله، فقال لي: من أنت؟ قلت: فلان بن فلان الجهني، فقال: إذا أتيت أباك فقل إن عمر أمير المؤمنين يقول: إياك وذبح كثرة الحَدَبة (١)، قلت: من أنت رحمك الله؟ قال: عمر أمير المؤمنين. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٤٣٩].

• وعن ثابت قال: كان سلمان الفارسي أميرًا على المدائن، فجاء رجل من أهل الشام، ومعه حِمل تُبْنٍ وعلى سلمان أنْدرا ورْدٍ، وعباءة، فقال لسلمان: تعالَ احمل، وهو لا يعرف سلمان. فحمل سلمان فرآه الناس فعرفوه فقالوا: هذا الأمير. فقال: لم أعرفك. فقال له سلمان: لا حتى أبلغ منزلك. وفي رواية أخرى: إني قد نويت فيه نيةً فلا أضعه حتى أبلغ بيتك. [صفة الصفوة ١/ ٢٥٦].

• وعن ثعلبة بن أبي مالك القُرَظي أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان. فقال: أوسِع الطريقَ للأمير يا بن أبي مالك. فقلت: أصلحك الله، يكفي هذا. فقال: أوسع الطريق للأمير، والحزمة عليه. [صفة الصفوة ١/ ٢٥٦].

• وعن حبيب بن أبي ثابت قال: خرج عبد الله بن مسعود ذات يوم، فاتّبعه ناس، فقال لهم: ألكم حاجة؟ قالوا: لا، ولكن أردنا أن نمشي معك. قال: ارجعوا فإنه ذلّة للتابع، وفتنة للمتبوع. [صفة الصفوة ١/ ١٨٦].

• وقال : من يتطاول تعظمًا يضعه الله، ومن يتواضع تخشعًا يرفعه الله. [الحلية (تهذيبه) ١/ ١٢٤].


(١) الحَدَبُ: خُروجُ الظَّهْرِ ودخولُ البَطْنِ والصَّدْرِ من شدة الهزل.

<<  <   >  >>