في أيديكم أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديا أو رائحا إلى الله، وتضعونه في صدع من الأرض، ثم في بطن صدع، غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب، وأسكن التراب، وواجه الحساب، فقيرا إلى ما قدم أمامه، غنيا عما ترك بعده، أما والله إني لأقول لكم هذا وما أعرف من أحد من الناس مثل ما أعرف من نفسي.
قال: ثم قال بطرف ثوبه على عينه فبكى، ثم نزل فما خرج حتى أخرج إلى حفرته. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٩١].
• وقال عون بن عبد الله بن عتبة ﵀: ويحي كيف تشتد حاجتي إلى الدنيا وليست بداري، أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري وخلدي، أم كيف تعظم رغبتي فيها والقليل منها يكفيني، أم كيف آمن فيها ولا يدوم فيها حالي، أم كيف يشتد حرصي عليها ولا ينفعني ما تركت منها بعدي، أم كيف أوثرها وقد ضرت من آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعملي من قبل أن تنصرم مدتي، أم كيف يشتد عجبي بها وهي منقطعة عني. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٩٤].
• وقال إبراهيم التيمي ﵀: إن من كان قبلكم كانت الدنيا مقبلة عليهم وهم يفرون منها، ولهم من العزم مالهم، وإنكم تطلبون الدنيا وهي مدبرة عنكم، ولكم من الأحداث مالكم، فقيسوا أمركم وأمرهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٩٥].