للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعيش أبداً، إني والله لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك، وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه، لا يغني والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٢٢٧].

• وعن مالك بن ضيغم عن أبيه قال: كان يقال: إن كثرة الدموع وقلتها على قدر احتراق القلب، فإذا احترق القلب كله لم يشأ الحزين أن يبكي إلا بكى، والقليل من التذكرة تحزنه. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٢٨٠].

• وعن محمد بن راهويه قال: قلت لسفيان بن عيينة : ألا ترى إلى أبي علي يعني فضيلا لا تكاد تجف له دمعة؟ فقال سفيان: إذا فرح القلب نزفت العينان، ثم تنفس سفيان تنفسا منكرا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٢٨٠].

• وعن صالح المري قال: لما مات عطاء بن السليمي حزنت عليه حزنا شديدا، فرأيته في منامي فقلت: يا أبا محمد ألست في زمرة الموتى؟ قال: بلى، قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت؟ قال: صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور قال: قلت: أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا، قال: فتبسم وقال: أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحا دائما، قلت: ففي أي الدرجات أنت؟ قال: أنا مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٢٨٥].

• وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أنه ذكر عمر وأبا بكر ابني المنكدر رحمهما الله، قال: لما حضر أحدَهما الموتُ بكى، فقيل له: ما يبكي؟ إن كنا لنغبطك بهذا اليوم!، قال: أما والله ما أبكي أن أكون ركبت شيئا من معاصي الله اجتراء على الله، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئا هينا، وهو عند الله عظيم، قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك فقال: إني سمعت الله يقول لقوم: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر: ٤٧] فأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٥٨].

• وقيل لعامر بن عبد قيس : إنك تبيتُ خارجًا، أما تخافُ الأسد؟ قال: إنِّي لأستحيي من ربِّي أن أخافَ شيئًا دونه. [السير (تهذيبه) ١/ ٤٣٤].

<<  <   >  >>