• وعن شقيق قال: خرجنا في ليلة مخوفة، فمررنا بأجمة فيها رجل نائم، وقد قيد لفرسه، وهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه. فقلنا له: تنام في مثل هذا المكان؟ فرفع رأسه فقال: إني لأستحيي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئًا دونه، ثم وضع رأسه فنام. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٩].
• وقال المغيرة بن حبيب ختن مالك بن دينار ﵀: قلت لنفسي: يموت مالك وأنا معه في الدار، ولا أعلم ما أعمله قال: فصليت معه عشاء الآخرة، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل، وجاء مالك فدخل فقرب رغيفه فأكل، ثم قام إلى الصلاة فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار. قال: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني. قال: ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يًقدم رجلاً ويؤخر رجلاً ويقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار، قال: فما زال كذلك حتى طلع الفجر. قال: فقلت لنفسي: والله لئن خرج مالك فرآني لا تبلى عنده باله أبدًا، قال: فجئت إلى المنزل وتركته. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٣٣١].
• وعن ضمرة بن ربيعة قال: جاء مؤذِّن الجُنيد بن عبد الرحمن ﵀ إليه في مرضه الذي مات فيه، فسلَّم عليه بالإمرة، فقال: يا ليتها لم تُقَلْ لنا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٥٤٦].
• وعن صالح المري قال: قلت لعطاءٍ السليمي ﵀: ما تشتهي؟ فبكى ثم قال: أشتهي والله يا أبا بشرُ أن أكون رمادًا لا يجتمع منه سُفَّةٌ أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة. قال: فأبكاني والله، وعلمتُ أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٥٤٨].
• وعن المعافي قال: سمعت سفيان الثوري ﵀ يقول: لوددت أن كلَّ حديثٍ في صدري نسخ من صدري، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا العلم الصحيح، وهذه السنَّةُ الواضحة، تتمنَّى أن تُنسخ من صدرك؟ قال: اسكت! أتريدُ أن أوقف يوم القيامة حتى أسأل عن كلِّ مجلس جلستُه، وعن كلَّ حديث حدثته: أيَّ شيءٍ أردتَ به. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٥٥٥، ٥٥٦].