فلا تفرح بأمر قد تدنَّى … ولا تأْيس من الأمر السّحِيقِ
فإن القرب يبعدُ بعد قرب … ويدنو البعد بالقَدَر المَسُوق
ومن لم يتق الضَّحْضَاح زلَّتْ … به قَدماه في البحر العميق
• وعن بلال بن سعد ﵀، قال: إن لكم ربًا ليس إلى عقاب أحدكم بسريع، يقيل العثرة، ويقبل التوبة، ويقبل من المقبل، ويعطف على المدبر. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٩٠].
• وقال أيضًا ﵀: يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار، قال: فيخرجان من النار، قال: فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه، فيقول: كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما؟ فيقولان: شر مقيل وأسوأ مصير، فيقول: بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد، فيأمر بهما إلى النار، فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها، وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت، فيأمر بردهما فيقول للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها: ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها؟ فيقول: يا رب قد ذقت من وبال معصيتك، ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيًا، ويقول للذي مضى وهو يتلفت: ما حملك على ما صنعت؟ قال: لم يكن هذا ظني بك يا رب، قال: فما كان ظنك؟ قال: كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها، قال: إني عند ظنك بي، وأمر بصرفهما إلى الجنة. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٩١].
• وقال عمرو بن ميمون ﵀: ما يسرني أن أمري يوم القيامة إلى أبوي (١). [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٧٢].
• وعن محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: عاد حماد بن سلمة ﵀ سفيان الثوري. فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين
(١) لعلمه ﵀ أن الله ﵎ أرحم وألطف وأبر وأكرم به من والديه.