للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وعن أبي وائل قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود ومعنا الربيع بن خثيم فمررنا على حداد فقام عبد الله ينظر حديده في النار فنظر الربيع إليها فتمايل ليسقط فمضى عبد الله حتى أتينا على آتون على شاطئ الفرات فلما رآه عبد الله والنار تلهب في جوفه قرأ هذه الآية ﴿إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ [الفرقان ١٢، ١٣].

قال: فصعق الربيع بن خثيم فاحتملناه فجئنا به إلى أهله ثم رابطه عبد الله إلى الظهر فلم يفق قال: ثم إنه رابطه إلى العصر فلم يفق ثم رابطه إلى المغرب فلم يفق ثم إنه أفاق فرجع عبد الله إلى أهله. (١)

[الزهد للإمام أحمد / ٥٥٤، ٥٥٥].

• وقال خالدُ بنُ خداش: قُرِئ على عبدِ الله بن وَهْبٍ كِتابُ أهوالِ يومِ القيامة - تأليفه - فَخَرَّ مَغْشِيَّا عليه. قال: فلم يتكلَّم بكلمةٍ حتى ماتَ بعدَ أيامٍ رحمه اللهُ تعالى. [السير (تهذيبه) ٢/ ٨١٩].

• وقال منصور بن عمار: حججت حجة فنزلت سكة من سكك الكوفة، فخرجت في ليلة مظلمة، فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول: إلهي


(١) قال ابن الجوزي : وأما حكاية الربيع بن خثيم، فإن راويها عيسى بن سليم وفيه معمر.
ثم روى بسنده عن أحمد بن حنبل أنه قال: عيسى بن سليم عن أبي وائل لا أعرفه.

ثم روى بسنده عن حمزة الزيات أنه قال لسفيان الثوري: أنهم يروون عن الربيع بن خثيم أنه صعق قال: ومن يروي هذا، إنما كان يرويه ذاك القاص - يعني عيسى بن سليم - فلقيته فقلت: عمن تروي أنت ذا - منكرًا عليه.
قال : فهذا سفيان الثوري ينكر أن يكون الربيع بن خثيم جرى له هذا لأن الرجل كان على السمت الأول، وما كان في الصحابة من يجري له مثل هذا ولا التابعين، ثم نقول على تقدير الصحة: إن الإنسان قد يُخشى عليه من الخوف فيسكنه الخوف ويسكته فيبقى كالميت، وعلامة الصادق: أنه لو كان على حائط لوقع لأنه غائب.
فأما من يدعي الوجد ويتحفظ من أن تزل قدمه ثم يتعدى إلى تخريق الثياب وفعل المنكرات في الشرع، فإنا نعلم قطعا أن الشيطان يلعب به. تلبيس إبليس: ٢٨٦

<<  <   >  >>