وستكونُ أهلٌ بعدَك، وإنما تجمع لمن لا يحمدك، وتصير إلى من لا يعذرك، وإنما تجمع لأحد رجلين: إما محسن فيسعد بما شقيت له، وإما مفسد فيشقى بما جمعت له، وليس واحد منهما أهلا أن تؤثره على نفسك، ثِق لمن مضى منهم رحمةُ الله، ولمن بقي منهم رزقُ الله، والسلام. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٨/ ١٠٤].
• وقيل للشعبي: إن إياس بن معاوية لا يرى شهادة الصبيان شيئا، فقال الشعبي: حدثني مسروق أنه كان عند علي بن أبي طالب ﵁ وجاءه خمسة غِلمة كانوا يتغاوطون في الماء، وإنهم غرقوا غلاما منهم فقالوا: إنا كنا ستة نتغاطى في الماء فغرق منا غلام، يشهد الثلاثة على الاثنين أنهما غرقاه، وشهد الثلاثة أنهم غرقوه، فجعل على الاثنين ثلاثة أخماس الدية، وعلى الثلاثة خمس الدية. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٨/ ١٤٠].
• وعن عروة بن الزبير ﵀ قال: تجوز شهادة الصبيان إذا لم يكن معهم غيرهم، ويؤخذ بأول قولهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٨/ ١٤٠].
• وقال فضيل بن عياض: رأى مالك بن دينار ﵀ رجلًا يُسيء صلاته، فقال: ما أرحمني لعياله. فقيل له: يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟ قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون. [صفة الصفوة ٣/ ٢٠٤].
• وعن هاشم أنه قال: لما كانت الصرعة التي هلك فيها عمر بن عبد العزيز ﵀ دخل عليه مسلمة بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك أفقرت أفواه ولدك من هذا المال فتركتهم عيلة لا شيء لهم، فلو أوصيت بهم إليّ وإلى نظرائي من أهل بيتك. فقال: أسندوني، ثم قال: ما منعتهم حقًا هو لهم، ولم أعطهم ما ليس لهم، وإن وصيتي فيهم و ﴿وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٦] بنيّ أحد رجلين: إما رجل يتقي الله فيجعل الله له مخرجًا، وإما رجل مكب على المعاصي فلم أكن أقويه على معصية الله ﷿.
ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرًا، فنظر إليهم فذرفت عيناه فبكى، ثم قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلة لا شيء لهم، وإني بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بنيّ إن أباكم مثل بين أمرين: أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار، أو