• وجاء مسكين أعمى إلى ابن مسعود ﵁ وقد ازدحم الناس عنده، فناداه: يا أبا عبد الرحمن! أدنيت أرباب الخز واليمنية، وأقصيتني لأجل أني مسكين، فقال له: أدن، فلم يزل يدنيه، حتى أجلسه إلى جانبه وبقربه. [الجامع المنتخب / ٨٢].
• وعن أبي بكر بن حفص أن عبد الله بن عمر ﵁ كان لا يأكل طعامًا، إلا وعلى خوانه يتيم. (رواه عبد الله بن أحمد). [صفة الصفوة ١/ ٢٧٠].
• وقال جابر بن زيد ﵁: لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين، أحب إلي من حجة بعد حجة الإسلام. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٦٢].
• وعن حميد قال: كانت قيمة ثياب بكر بن عبد الله ﵀ أربعة آلاف وكان يجالس الفقراء والمساكين يحدثهم، ويقول: إنه يعجبهم ذلك. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٧١].
• وعن أبي المنهال الطائي أن علي بن حسين ﵀ كان إذا ناول السائل الصدقة قبله ثم ناوله. [الزهد للإمام أحمد / ٣٠٦].
• وعن ابن أبي ودَاعة قال: كُنت أجالس سعيدَ بن المسيِّب ﵀، ففقدني أيّاما، فلما جئتُه قال: أين كنتَ؟ قلت: تُوُفيّت أهلي فاشتغلتُ بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها، ثم قال: هل استحدثتَ امرأةً؟ فقلت: يرحمك الله، ومن يُزوِّجني وما أملِكُ إلا درهمين أو ثلاثة؟ قال: أنا. فقلت: وتَفعل؟ قال: نَعَمْ، ثم تحمَّد، وصلى على النبي ﷺ، وزوَّجَني على درهمين - أو قال: ثلاثة - فقمتُ وما أدري ما أصنَعُ من الفَرح فصرتُ إلى منزلي وجعلتُ أتفكَّر فيمن أستدين.
فصلَّيت المغربَ، ورجعتُ إلى منزلي، وكنتُ وحدي صائمًا، فقَدَّمتُ عشائي أُفطِر، وكان خُبزًا وزَيتًا، فإذا بابي يُقرع، فقلت: مَن هذا؟ فقال: سعيد، فأَفْكَرْتُ في كلِّ من اسمُه سعيد إلاَّ ابن المسيِّب، فإِنَّه لم يُر أربعين سنة إلا بين بَيتِه والمسجد، فخرجتُ، فإذا سعيد، فظننت أنَّه قد بدا له، فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلتَ إليَّ فآتيك؟ قال: لا، أنتَ أحقُّ أن تؤتى، إنَّك كُنتَ رجُلًا عَزَبًا فتزوَّجتَ، فكرهتُ أن تبيتَ الليلةَ وحدَك، وهذه امرأتُك،