للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا هي قائمةٌ مِن خلفِه في طُوله، ثم أخَذَ بيدِها فدفعها في الباب، وردَّ الباب، فسقطت المرأةُ مِنَ الحياء، فاستوثقتُ مِنَ الباب ثم وضعتُ القصعة في ظِلِّ السراج لكي لا تراه، ثم صعدتُ إلى السطح فرمَيتُ الجيران، فجاؤوني فقالوا: ما شأنك؟ فأخبرتُهم. ونزلوا إليها، وبلَغَ أُمِّي، فجاءت وقالت: وجهي مِن وجهكَ حرامٌ إن مَسِسْتَها قَبْلَ أن أصلِحَها إلى ثلاثة أيام، فأقمتُ ثلاثًا ثم دخلتُ بها، فإذا هي من أجملِ الناس، وأحفظِ الناسِ لكتابِ الله، وأعلمِهِم بسنَّةِ رسول الله ، وأعرفهم بحقِّ زوج. فمكثتُ شهرًا لَا آتي سعيدَ بن المسيِّب. ثم أتيتُه وهو في حَلقَتِه، فسلمْتُ، فردَّ عليَّ السلام ولم يُكَلِّمْني حتَّى تقوَّض المجلس، فلما لم يبْقَ غيري. قال: ما حالُ الإنسان؟ قلتُ: خيرٌ يا أبا محمد، على ما يُحِبُّ الصديق، ويكرَهُ العدوُّ. قال: إن رابَكَ شيءٌ فالعَصَا. فانصرفتُ إلى منزلي، فوجَّه إليَّ بعشرين ألف درهم. [السير (تهذيبه) ١/ ٤٨٥].

• وعن سفيان الثوري أنه قال: كان زبيد اليامي إذا كانت ليلة مطيرة أخذ شعلة من النار فطاف على عجائز الحي فقال: أَوَكَفَ (١) عليكم بيت؟، أتريدون نارًا؟، فإذا أصبح طاف على عجائز الحي: ألكم في السوق حاجة أو تريدون شيئًا؟ [المنتظم ٧/ ٢٢٢].

• وعن وهب بن منبه قال: اتخذوا اليد عند المساكين، فإن لهم يوم القيامة دولة. (٢)

[الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٢].


(١) كَف البيتُ: هَطَل وقطَر، وكذلك السطْح، ومصدره الوَكِيف والوَكْف. لسان العرب، مادة: وَكَفَ.
(٢) هذا لا يصح عن وهب ؛ في سنده: أصرم بن حوشب الهمداني، قال في الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي: روى عنه الأئمة وذكروا ضعفه وتركوه.
وقال في الضعفاء الكبير للعقيلي: حدثني آدم قال: سمعت البخاري قال: أصرم بن حوشب متروك الحديث.
وقال في مجمع الزوائد: متروك الحديث.
وقال في كنز العمال: كذاب.

وقد شنع شيخ الإسلام ابن تيمية على من قال هذه المقولة؛ فقال : وأما الحديث =

<<  <   >  >>