• وقال أبو الخير ﵀: القلوب ظروف، فقلب مملوء إيمانًا وعلامته الشفقة على جميع المسلمين والاهتمام بما يهمهم، ومعاونتهم على مصالحهم. وقلب مملوء نفاقًا وعلامته الحقد والغل والغش والحسد. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤٦٥].
• وقال أبو جعفر بن الخرقي: كنت أنا من أحد عشر يتولون إخراج صدقاته - أي صدقات محمد بن حسين أبي شجاع الوزير ﵀ فحسبت ما خرج على يدي فكان مائة ألف دينار، ووقَفَ الوقوف وبنى المساجد، وأكثر الإنعام على الأرامل واليتامى، وكان يبيع الخطوط الحسنة، ويتصدق بثمنها ويقول:
أحب الأشياء إليّ الدينار والخط الحسن، فأنا أخرج لله محبوبي. ووقع مرض في زمانه، فبعث إلى جميع أصقاع البلد أنواع الأشربة والأدوية، وكان يخرج العُشر من جميع أمواله النباتية على اختلاف أنواعه، وعرضت عليه رقعة من بعض الصالحين يذكر فيها: أن امرأة معها أربعة أطفال أيتام، وهم عُراة جياع. فقال للرجل: امض الآن إليهم، واحمل معك ما يصلحهم، ثم خلع أثوابه وقال: والله لا لبستها ولا دفئت حتى تعود وتخبرني أنك كسوتهم وأشبعتهم، فمضى وعاد فأخبره وهو يرعد من البرد.
حكى حاجبه الخاص به قال: استدعاني ليلة، وقال: إني أمرت بعمل قطائف، فلما حضر بين يدي ذكرت نفوسًا تشتهيه فلا تقدر عليه، فنغّص ذلك عليّ أكله، ولم أذق منه شيئًا فاحمل هذه الصحون إلى أقوام فقراء. فحملها الفرّاشون معه، وجعل يطرق أبواب المساجد بباب المراتب، ويدفع ذلك إلى الأضراء المجاورين بها. [المنتظم ١٧/ ٢٢، ٢٣].