للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال ابن كثير : قال القاضي ابن خلكان: كان أبو الحسن المصري النحوي بمصر إمام مصره في النحو، وله المصنفات المفيدة، من ذلك "مقدمته" و"شرحها" و" شرح الجمل" للزجاجي. قال: وكانت وظيفته بمصر أنه لا تكتب الرسائل في ديوان الإنشاء إلا عُرضت عليه، فيصلح منها ما فيه خلل، ثم تنفذُ إلى الجهة التي عينت لها، وكان له على ذلك معلوم وراتب جيدٌ، قال: فاتفق أنه كان يأكلُ يومًا مع بعض أصحابه طعامًا، فجاء قطٌّ فرموا له شيئًا، فأخذه وذهب سريعًا، ثم أقبل فرموا له شيئًا آخر، فانطلق به سريعًا، ثم جاء فرموا له شيئًا أيضا، فعلموا أنه لا يأكل هذا كله، فتتبعوه فإذا هو يذهب به إلى قط آخر أعمى في سطح هناك، فتعجبوا من ذلك، فقال الشيخُ: يا سبحان الله! هذا حيوانٌ بهيم قد ساق الله إليه رزقه على يد غيره، أفلا يرزقني وأنا عبده ثم ترك ما كان له من الراتب وجمع حواشيه وأقبل على الاشتغال والملازمة في غرفة في جامع عمرو بن العاص، إلى أن مات وقد جمع تعليقةً في النحو قريبًا من خمسة عشر مجلَّدا. (١)


(١) وقال : واشتهر في سنة ٧٦٢ أن بقرة كانت تجيء من ناحية باب الجابية تقصد جراء لكلبة، قد ماتت أمهم وهي في ناحية كنيسة مريم في خرابة، فتجيء إليهم فتنْسَطِحُ على شقِّها فترْضعُ أولئك الجراءُ منها، تكرر هذا منها مرارًا، وأخبرني المحدِّثُ المفيدُ التقي نورُ الدِّين أحمدُ بنُ المقصوصِ بمشاهدته ذلك. البداية والنهاية ١٢/ ٣٦٨

<<  <   >  >>