• وعن عمرو بن ميمون قال: لما طُعن عمر ﵁ دخل عليه رجل شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، قد كان لك من القِدَم في الإسلام والصحبة مع رسول الله ﷺ ما قد علمت، ثم استُخلفت فعدلت، ثم الشهادة، قال: يا ابن أخي لوددت أني تُركت كفافا، لا لي ولا علي. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٥٣].
• وعن حذيفة قال: أقبلت فإذا الناس قعود بين أيديهم قِصاع، فدعاني عمر ﵁ فأتيته، فدعا بخبز غليظ وزيت، فقلت له: أتمنعني أن آكل الخبز واللحم ودعوتني إلى هذا؟ قال: إنما دعوتك على طعامي، وهذا طعام المسلمين. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٤٨٦].
• وعن أبي صالح الحنفي قال: دخلت على أم كلثوم ﵂ فقالت: إئتوا أبا صالح بطعام، فأتوني بمرقة فيها جنوب، فقلت: أتطعموني هذا وأنتم أمراء؟!
قالت: كيف لو رأيت أمير المؤمنين عليَّا ﵁ وأتي بأترج فأخذ الحسن أو الحسين منها أترجةً لصبي لهم، فانتزعها من يده وقسمها بين المسلمين. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢١٨].
• وعن موسى بن عقبة قال: لما ولي عياض بن غنم ﵁ قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته، فلقيهم بالبشْر، وأنزلهم، وأكرمهم، فأقاموا أيامًا، ثم كلموه في الصلة، وأخبروه بما لقوا من المشقة في السفر رجاء صلته، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردّوها وتسخّطوا ونالوا منه. فقال: أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعْد شقّتكم، ولكن والله ما حصلتُ إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي، وببيع ما لا غنى بي عنه، فاعذروني. قالوا: والله ما عذرك الله فإنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهْده أن يبلّغه إلى أهله؟ قال: فتأمرونني أسرق مال الله؟ فوالله لأن أشق بالمنشار أحب إلي من أن أخون فلسًا أو أتعدى، قالوا: قد عذرناك في ذات يدك، فولّنا أعمالاً من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك، ونصيب من المنفعة ما يصيبون، وأنت تعرف حالنا وإنا لن نعدو ما جعلت لنا. قال: والله