فأول ما يهيج من حب الخلوة: طلب العبد الإخلاص والصدق في جميع قوله فيما بينه وبين ربه، وورثته الخلوة راحة القلب من غموم الدنيا، وترك معاملة المخلوقين في الأخذ والإعطاء، وسقط عنه وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومداهنة الناس.
ويهيج من حب الخلوة: خمول النفس، والأغماض في الناس، وهو أول طريق الصدق، ومنه الإخلاص.
ويهيج من حب الخلوة: الزهد في معرفة الناس، والأنس بالله، والاستثقال بمجالسة غير أهل اذكر.
ويورث حب الخلوة: طول الصمت في غير تكلف، وغلبة الهوى وهو الصبر، ومنها يظهر الحلم والأناة.
ويهيج من حب الخلوة: شغل العبد بنفسه، وقلة اشتغاله بذكر غيره، وطلب السلامة مما فيه الناس.
ويهيج من حب الخلوة: كثرة الهموم والأحزان، ومنه ما يهيج الفكر وهو أفضل العبادة، ومخرجه من خالص الذكر.
ويهيج من حب الخلوة: الأعمال التي تغيب عن أعين العباد وتظهر لله، وقليل ذاك كثير، ومخرجه من الصدق.
ويهيج من حب الخلوة: التيقظ من غفلة أهل الدنيا، وفَقْدُ أخبارِ ما يذكر منها في الخاص والعام.
ويورث حب الخلوة: قلة الرياء، والتزين للمخلوقين، وذلك من دواعي الإخلاص، وهو محض الصدق.
ويورث حب الخلوة: ترك الخصومة والجدال، وهما ينفيان طلب الرئاسة، ويُسْلمان إلى الصدق.
ويهيج من حب الخلوة: إماتة الطمع ودواعيه من الحرص والرغبة في الدنيا، وفيه قوة للعمل.