وكان يبكي كلما أصبح أو أمسى، فسئلت امرأته عن بكائه فقالت: يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي. [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣].
• وكان محمد بن واسع ﵀ إذا أراد أن ينام قال لأهله: أستودعكم الله فلعلها أن تكون منيّتي التي لا أقوم منها وكان هذا دأبه إِذا أراد النوم. [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣].
• وكانت امرأة متعبدة بمكة إذا أمست قالت: يا نفس، الليلة ليلتك، لا ليلة لك غيرها، فاجتهدت، فإِذا أصبحت قالت: يا نفس اليوم يومك، لا يوم لك غيره فاجتهدت. [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣].
• وقال بكر المزني ﵀: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل: لعليِّ لا أصلي غيرها. [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣].
• وأقام معروف الكرخي ﵀ الصلاة، ثم قال لرجل: تقدّم فصلّ بنا، فقال الرجل: إني إن صليت بكم هذه الصلاة، لم أصل بكم غيرها، فقال معروف: وأنت تحدّث نفسك أنك تصلي صلاة أخرى؟ نعوذ بالله من طول الأمل، فإِنه يمنع خير العمل. [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣].
• وطرق بعضهم باب أخٍ له فسأل عنه فقيل له: ليس هو في البيت، فقال: متى يرجع؟ فقالت له جارية من البيت: من كانت نفسه في يد غيره من يعلم متى يرجع؟ [جامع العلوم والحكم / ٥٠٣، ٥٠٤].
• ولأبي العتاهية ﵀ من جملة أبيات:
وما أدري وإن أمّلت عُمرًا … لعلِّي حين أُصْبِحُ لستُ أمسي
ألم ترَ أنّ كلّ صباح يوم … وعُمركَ فيه أقصر منه أمس
وهذا البيت الثاني أخذه مما روي عن أبي الدرداء والحسن أنهما قالا: ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك مذ سقطت من بطن أمك، ومما أنشد بعض السلف:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها … وكلُّ يوم مضى يدني من الأجل