• وعن إبراهيم بن نَشِيط قال: قال لي أبو زرعة ﵀: لأقولن لك قولًا ما قلته لأحد سواك: ما خرجت من المسجد منذ عشرين سنة فحدثت نفسي أن أرجع إليه. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٣١٨].
• وعن أبي زكريا التيمي قال: بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام، إذ أُتي بحجر منقور، فطلب من يقرؤه، فأُتي بوهب بن منبه ﵀، فقرأه، فإذا فيه: ابن آدم، إنك لو رأيت قريب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولقصَّرت من حرصك وحيلك، وإنما يلقاك غدًا ندمك لو قد زلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، فبان منك الولد القريب، ورفضك الوالد والنسيب، فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة، فبكى سليمان بكاء شديدًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٣١٨].
• وعن يزيد الرقاشي ﵀ قال: إلى متى نقول: غدًا أفعل كذا، وبعد غد أفعل كذا، وإذا أفطرت فعلت كذا، وإذا قدمت من سفري فعلت كذا؟!، أغفلت سفرك البعيد، ونسيت ملك الموت؟، أما علمت أن دون غد ليلة تُخترم فيها أنفس كثيرة؟، أما علمت أن ملك الموت غيرُ مُنتظر بك أملك الطويل؟، أما علمت أن الموتَ غايةُ كل حي؟، ثم يبكي حتى يبل عمامته، ثم يقول: أما رأيته صريعًا بين أحبابه لا يقدر على رد جوابهم، بعد أن كان جدلًا خصمًا، سمحًا كريمًا عليهم؟ أيها المغتر بشبابه! أيها المغتر بطول عمره!، ثم يبكي حتى يبل عمامته. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٣/ ٣٢٣].
• وقال ابن أبي عمرة ﵀:
يا أيها (١) الذي قد غره الأمل … ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى أنما الدنيا وزينتُها … كمنزلِ الرَّكبِ دارًا ثَمَّة ارتحلوا