بعد: فإن هذا الرجف شيء يعاقب الله تعالى به العباد، وقد كتبت إلى الأمصار أن يخرجوا يوم كذا من شهر كذا، فمن كان عنده شيء فليصدق، قال الله ﷿: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ [الأعلى: ١٤، ١٥] وقولوا كما قال أبوكم آدم ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣] وقولوا كما قال نوح ﵇ ﴿وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ [هود: ٤٧] وقولوا كما قال يونس ﵇ ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧]. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٣٤].
• وقال عمر بن عبد العزيز ﵀ في رسالة له إلى عبد الحميد: أما بعد، فلا تغتر يا عبد الحميد بتأخير عقوبة الله تعالى عنك، وإنما يعجل من يخاف الفوت والسلام. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٩٧].
• وقال الحسن ﵀: إن الفتنة والله ما هي إلا عقوبة من الله ﷿ تحل بالناس. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٣٥].
• وعن مالك بن دينار ﵀ قال: قرأت في الحكمة أن الله ﵎ يقول: أنا ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، ولا تشغلوا أنفسكم بسب (١) الملوك، ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٣٦].
• وقال أيضًا ﵀: إن في بعض الكتب أن الله ﷿ يقول: إن أهْون ما أنا صانع بالعالم إذا أحبّ الدنيا أن أخرج حلاوة ذكْري من قلبه. [صفة الصفوة ٣/ ٢٠٠].
• وقال أيضًا ﵀: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
• وقال أيضًا ﵀: إن لله تعالى عقوباتٍ، فتعاهَدوهنّ من أنفسكم في القلوب، والأبدان، وضنكٍ في المعيشة، ووهنٍ في العبادة، وسخطةٍ في الرزق. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٤٩، صفة الصفوة ٣/ ٢٠٤].
(١) في الأصل: بسبب، وهو كذلك عند ابن أبي شيبة، وفي كتاب العقوبات، والتوبة، للمصنف، والحلية: بسب. وهو الأظهر.