أربعمائة خمسمائة ثلاثمائة، فيقول: ضعها عندك حتى نحتاج إليها ثم يلقاه بعد ذلك فيقول: شأنك بها. فيقول الأخ: لا حاجة لي فيها. فيقول: إنا والله ما نحن بآخذيها أبدًا فشأنك بها. وقال: كره أن يعطيهم على وجه الصدقة. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٧٤].
• وعن الأعمش قال: ربما دخلنا على خيثمة ﵀ فيخرج السلة من تحت السرير فيها الخبيص والفالوذج، فيقول: ما أشتهيه، كلوا أما إني ما جعلته إلا لكم، وكان يصر الدراهم وكان موسرًا فإذا رأى الرجل من أصحابه منخرق القميص أو الرداء أو به خلة؛ تَحيَّنه، فإذا خرج من الباب خرج هو من باب آخر حتى يلقاه فيعطيه، فيقول: اشتر قميصا، اشتر رداء، اشتر حاجة كذا. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٦٣].
• وقال بعضهم:[عيون الأخبار ١/ ١٢٩].
وإذا رأيتَ شقيقه وصديقه … لم تدرِ أيُّهما أخو الأرحام
• وعن مصعب بن أحمد بن مصعب قال: قدم أبو محمد المروزي ﵀ على بغداد يريد مكة، فكنت أحب أن أصحبه، فأتيته فاستأذنته في الصحبة، فلم يأذن لي في تلك السنة، ثم قدم سنة ثانية وثالثة فأتيته فسلمت عليه وسألته فقال: اعزم على شرط يكون أحدنا الأمير لا يخالفه الآخر: فقلت: أنت الأمير! فقال: يا أبا محمد لا! بل أنت الأمير! فقلت: أنت أسن وأولى! فقال: نعم، ولا يجب أن تعصيني! فقلت: نعم! فخرجت معه، فكان إذا حضر الطعام يؤثرني فإذا عارضته بشيء قال: ألم أشترط عليك أن لا تخالفني؟ فكان هذا دأبنا، حتى ندمت على صحبته لما يلحق نفسه من الضرر، فأصابنا في بعض الأيام مطر شديد ونحن نسير، فقال لي: يا أبا محمد اطلب الميل: فلما رأينا الميل قال لي: اقعد في أصله! فأقعدني في أصله، وجعل يديه على الميل وهو قائم قد حنا علي وعليه كساء قد تجلل به يظللني به من المطر حتى تمنيت أني لم أخرج معه لما يلحق نفسه من الضرر، فلم يزل هذا دأبه حتى دخلنا مكة. [المنتظم ١٣/ ١٨، ١٩].