يصلوا إلى مدينة الرسول ﷺ، فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا وكذا فيشتري لهم، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم، قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فيجصص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق، ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته، عليها اسمه. [السير (تهذيبه) ٢/ ٧٦٦].
• وعن محمد بن إبراهيم الحدثي أنه قال: حدثني أبي عن رجل قد سمّاه كان ينزل عليه عبد الله بن المبارك ﵀ في بعض ما كان ومعه إخوان له، فشكى إليّ العزبة وأمرني أن أشتري له جارية. قال: فاشتريت له جارية وعرضتها عليه فرضيها، وقال: ابعث بها إلى المنزل. قال: فأتيت بها أهلي فأقامت حتى حاضت وطهرت، فأخبرته بذلك فقال لي: ابعث بها الليلة، فأتيت بناتي فأخبرتهن، فقمن إليها فمشطنها وهيأنها. قال: فلما صلى العشاء الآخرة وجهتها إليه، فلما أصبحنا قال للجارية: امضي إلى أهل فلان. قال: فجاءت الجارية فسألتها بناتي وأمهن عن حالها فقالت: ما وضع يده عليّ، قال: فغدوت إليه فقلت: يا أبا عبد الرحمن، شكوت إلي العزبة، وأمرتني فاشتريت لك جارية، وعرضتها عليك فرضيتها، وقامت بناتي فهيأنها، وإن أم فلان أخبرتني أنك لم تضع يدك عليها؟! قال لي: يا أبا فلان، القول ما قلت لك من شدة العزبة، لكني لما خلوت بها ذكرت إخواني فَتَذهَّمْت أن أنال شهوة لا ينالوها، وليس في يميني ما يسعهم. أخرج الجارية فبعها.
وفي معنى هذه الحكاية قول الشاعر:
وتركي مواساة الأخلاء بالذي … تنال يدي ظلمٌ لهم وعقوق
وإني لأستحيي من الناس أن أرى … بحال اتساع والصديق مضيق
[المنتظم ٩/ ٦٢].
• وعن جعفر قال: حدثنا بعض أصحابنا قال: كان مورق ﵀ يتجر فيصيب المال، فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شيء، يلقى الأخ فيعطيه