(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: الاجتهاد السائغ لا يبلغ مبلغ الفتنة والفرقة إلا مع البغي، لا لمجرد الاجتهاد. كما قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٩]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٥٩]، وقال: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: ١٠٥] فلا يكون فتنة وفرقة مع وجود الاجتهاد السائغ، بل مع نوع بغيّ. ولهذا نهى النبي ﷺ عن القتال في الفتنة، وكان ذلك من أصول السُّنَّة. وهذا مذهب أهل السنَّة والحديث، وأئمة أهل المدينة من فقهائهم وغيرهم. الاستقامة / ٥٢، ٥٣