وعن سليمان بن بلا، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ﵀؛ أن رجلًا قال له: انعت لي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما. فقال ربيعة: ما أدري كيف أنعتهما لك؟ أما هما فقد سبقا من كان معهما، وأتعبا من كان بعدهما. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٥٣٣].
• وعن أبي عاصم قال: اشترى أخٌ لشعبة ﵀ من طعام السلطان فخسر هو وشركاؤه، فحُبس على ستة آلاف دينار تخصه، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني … حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يغيره صباح … عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها … بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا يا أبا بسطام، لا تذكرها، قد عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه، ولا تلزموه شيئًا. [المنتظم ٨/ ٢٤٥].
• وعن إسحاق بن محمد قال: قال مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان ﵀ جراية من بيت المال فاخرة، وكان يسخو بذلك، فسئل يومًا مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري. فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تُحسن مسألة؟ قال: إنما آخذه على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال ولا يفنى ما لا أحسن. فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته. [المنتظم ٨/ ٢٦٥، ٢٦٦].
• وقال المنصور ذات يومٍ لشبيب بن شيبة ﵀: عظني وأوجز فقال: يا أمير المؤمنين إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدًا من خلقه، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبدًا له أشكر منك، فقال: والله لقد أوجزت. [المنتظم ٨/ ٢٧٣].
• وأتى رجلٌ بعضَ الولاة، وكان صديقه، فتشاغل عنه، فتراءى له يومًا؛ فقال: اعذرْني فإنّي مشغول. فقال: لولا الشغلُ ما أتيتُك. [عيون الأخبار ٣/ ١٢٧].
• وقَدِم على زِيادٍ نفرٌ من الأعراب فقام خطيبُهم فقال: أصلح الله الأميرَ! نحن، وإن كانت نَزَعت بنا أنفُسُنا إليك وأنضينا ركائبنا نحوك التماسًا