• وعن العُتْبيّ عن أبيه ﵀ قال: كان يقال: إذا اشتكى الرجلُ ثم عُوفِي ولم يُحْدِث خيرًا ولم يَكُفّ عن سُوء، لقيتِ الملائكةُ بعضُها بعضًا وقالت: إن فلانًا داويناه فلم ينفَعْه الدواء. [عيون الأخبار ٣/ ٥١].
• وقال سفيان بن عيينة ﵀: إن من شكر الله على النعمة أن تحمده عليها، وتستعين بها على طاعته، فما شكر الله من استعان بنعمته على معصيته. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٣٠].
• وقال أيضًا ﵀: قال أيوب ﵇: اللهم إنك تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط، أحدهما لك فيه رضى والآخر لي فيه هوى، إلا آثرت الذي لك فيه رضى على الذي لي فيه هوى، قال: فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت: يا أيوب من فعل ذلك بك؟ قال: فوضع التراب على رأسه ثم قال: أنت أنت يا رب. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٣٥].
• وقال ابن عائشة: قال رجلٌ يومًا لابن عُيَيْنة ﵀: ما شيء تُحْدِثونه يا أبا محمد؟ قال: ما هو؟ قال: يقولون إن الله تعالى يقول: أيّما عَبدٍ كانت له إليَّ حاجةٌ فشغله الثناء عليَّ عن سؤال حاجته، أعطيته فوق أُمْنِيّته. فقال له: يابن أخي، وما تُنْكر من هذا! أما سمعتَ قول أُميّة بن أبي الصّلْت في عبد الله بن جُدْعان:
إذا أثنى عليه المرءُ يومًا … كفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثناءُ
[عيون الأخبار ٣/ ١٧٤].
• وكان الحسن ﵀ يقول إذا ابتدأ حديثه: (الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد كما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا وفرجت عنا، لك الحمد بالإسلام والقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبتَّ عدونا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل - والله - ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمدًا كثيرًا، لك الحمد بكل نعمةٍ أنعمت بها علينا في قديمٍ أو حديثٍ، أو سرٍّ أو علانيةٍ، أو خاصةٍ أو عامةٍ، أو حيٍّ أو ميِّتٍ، أو شاهدٍ أو غائبٍ، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٤٦٧، ٤٦٨].