فيعنت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإن الحليم يقليك، وإن السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكرك به، وأعفه عما تحب أن يعفيك منه، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإجرام. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٨٨].
• وعن يونس بن جبير قال: شيعنا جندب بن عبد الله ﵁ فلما بلغنا حصن المكاتب قلنا له أوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة وإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك فإن المحروب من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه، إنه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة وأن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها. [الزهد للإمام أحمد / ٣٦٠].
• وعن علي بن الحسين ﵀ قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: لقيم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم! قالوا: من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيئ علينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ثم ينادي مناد: لِيَقُم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر. قالوا: ما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله ﷿. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس، وهم قليل! فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك. قالوا: وبما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله ﷿ ونتجالس في الله، ونتباذل في الله. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٨٨].