نهارُك يا مغرورُ سهوٌ وغَفْلةٌ … وليلُك نومٌ والردَى لك لازمُ
وسعيُك فيما سوف تكره غِبَّهُ … كذلك في الدنيا تعيشُ البهائمُ
كم من مستقبلٍ يومًا ليس بمستكمله، ومنتظِرٍ غدًا ليس من أجله، لو رأيتم الأجل ومسيرَه، لأبغضتم الأملَ وغرورَه. [عيون الأخبار ٢/ ٦٨٥].
• وعن هارون أبي محمد البربري؛ أن عمر بن عبد العزيز ﵀ استعمل ميمون بن مهران على الجزيرة على قضائها وعلى خراجها، فكتب إليه ميمون يستعفيه، وقال: كلفتني ما لا أطيق، أقضي بين الناس وأنا شيخ كبير ضعيف رقيق، فكتب عمر إليه: اجبِ من الخراج الطيب، واقض ما استبان لك، فإذا التبس عليك أمر فارفعه إليّ فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه، ما قام دين ولا دنيا. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٥].
• وعن محمد الكوفي قال: شهدت عمر بن عبد العزيز ﵀ يخطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله تعالى خلق خلقه ثم أرقدهم، ثم يبعثهم من رقدتهم، فإما إلى جنة وإما إلى نار، والله إن كنا مصدقين بهذا إنا لحمقى، وإنا كنا مكذبين بهذا إنا لهلكى، ثم نزل. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢٠٢].
• وعن عبد الله بن شوذب قال: حج سليمان ومعه عمر بن عبد العزيز ﵀، فخرج سليمان إلى الطائف فأصابه رعد وبرق ففزع سليمان فقال لعمر: ألا ترى ما هذا يا أبا حفص؟ قال: هذا عند نزول رحمته، فكيف لو كان عند نزول نقمته!! [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢١٩].
• وعن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: خطب عمر بن عبد العزيز ﵀ هذه الخطبة، وكان آخر خطبة خطبها؛ حمد الله وأثنى عليه ثم قال:
إنكم لم تخلقوا عبثًا، ولم تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه، ليحكم بينكم ويفصل بينكم، وخاب وخسر من خرج من رحمة الله، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدًا إلا من حذر الله اليوم وخافه، وباع نافدًا بباق، وقليلًا بكثير، وخوفًا بأمان؟ ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وستصير من بعدكم للباقين، وكذلك حتى تردوا إلى خير