للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال أيضًا:

أتيت القبورَ فناديتُه … ـنَّ أين المعظَّم والمحتقَرْ

وأين المُدِلُّ بسلطانه … وأين المزكَّى إذا ما افتخَرْ

قال: فنوديت من بينها ولا أرى أحدًا:

تفانَوْا جميعًا فما مُخبِرٌ … وماتوا جميعًا وماتَ الخبَرْ

تروحُ وتغدو بناتُ الثرى … وتُمْحَى محاسنُ تلك الصُّوَرْ

فيا سائلي عن أناسٍ مَضَوْا … أَمَا لك فيما ترى مُعتبَرْ

قال: فرجعت وأنا أبكي. [عيون الأخبار ٢/ ٦٧٩].

• وقال الربيع بن عبد الرحمن : إن لله عبادًا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام، وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام، رجاء أن ينير ذلك لهم قلوبهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها، فهم في الدنيا مكتئبون، وإلى الآخرة متطلعون، نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت، فرأت فيه ما رجت من عظم ثواب الله، فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم، فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا، وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم، قال: ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٤٤].

• وعن سفيان بن عيينة قال: كان يقال: إن العاقل إذا لم ينتفع بقليل الموعظة، لم يزدد على الكثير منها إلا شرًا. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٣٠].

• وعنه قال: كان يقال: أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة، رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملًا منه، ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه، فعلمه غيره فانتفع به. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٣٦].

• وعن أبي أحمد قال: كان عمر بن عبد العزيز ليس له هِجيِّرَى إلا أن يقول:

تُسَرُّ بما يَبلَى وتفرَحُ بالمنى … كما اغترّ باللذّاتِ في النوم حالمُ

<<  <   >  >>