مجلسه: أرأيتم إن أماتكم الله اليوم يطالبكم بصلاة غد؟ قالوا: لا، يوم لا نعيش فيه، كيف يطالبنا بصلاته؟ قال شقيق: فكما لا يطالبكم بصلاة غد، فأنتم لا تطلبوا منه رزق غد عسى أن لا تصيرون إلى غد. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٠٢].
• وقال حاتم الأصم ﵀: الشهوة في ثلاث: في الأكل والنظر واللسان، فاحفظ اللسان بالصدق والأكل بالثقة، والنظر بالعبرة. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥١٤].
• وقال أيضًا ﵀: تعهَّد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا عملتَ فاذْكُر نظرَ الله إليك، وإذا تكلّمتَ فاذكر سَمْع الله إليك، وإذا سكتَّ فاذكُر عِلم الله فيك. [صفة الصفوة ٤/ ٣٩٢].
• وعن أبي تراب قال: قال شقيق لحاتم الأصم رحمهما الله: مذ أنت صحبتني أي شيء تعلمت؟ قال: ست كلمات.
قال: أولهن؟ قال: رأيت كل الناس في شك من أمر الرزق وإني توكلت على الله تعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: ٦]، فعلمت أني من هذه الدواب واحد، فلم أشغل نفسي بشيء قد تكفل لي به ربي.
قال: أحسنت فما الثانية؟ قال: رأيت لكل إنسان صديقًا يفشي إليه سره ويشكو إليه أمره، فقلت: انظر من صديقي، فكل صديق وأخ رأيته قبل الموت، فأردت أن أتخذ صديقًا، يكون لي بعد الموت، فصادقت الخير ليكون معي إلى الصراط، ويثبتني بين يدي الله ﷿.
قال: أصبت، فما الثالثة؟ قال: رأيت كل الناس لهم عدو، فقلت انظر من عدوي، فأما من أخذ مني شيئًا فليس هو عدوي، ولكن عدوي الذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله، فرأيت ذلك إبليس وجنوده، فاتخذتهم عدوا، فوضعت الحرب بيني وبينهم، ووترت قوسي، ووصلت سهمي فلا أدعه يقربني.
قال: أحسنت، فما الرابعة؟ قال: رأيت الناس لهم طالب، لكل واحد منهم واحدًا، فرأيت ذلك ملك الموت ففرغت له نفسي حتى إذا جاء لا ينبغي أن أمسكه فأمضى معه.