يا بني، إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولاً، وللأصول فروعًا، وللفروع ثمرًا، ولا يطيب ثمر إلا بأصول، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب.
يا بني، إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها.
قال علي بن موسى: فما ترك هذه الوصية إلى أن توفي. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٥١٣].
• وعن ابن السماك قال: أوصاني أخي داود الطائي ﵀ بوصية: انظر أن لا يراك الله حيث نهاك، وأن لا يفقدك حيث أمرك، واستح في قربه منك وقدرته عليك. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٦٧].
• وعن أبي الجلد أن عيسى ابن مريم ﵇ قال للحواريين: الحق أقول لكم ما الدنيا تريدون ولا الآخرة! قالوا: يا رسول الله فسر لنا هذا الأمر، فإنا قد كنا نرى أنا نريد إحداهما، قال: لو أردتم الدنيا لأطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم، ولو أردتم الآخرة لأطعتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكموها ولكن لا هذه تريدون ولا تلك. [الزهد للإمام أحمد / ١٣٧].
• وقال شقيق البلخي ﵀: لو أن رجلاً أقام مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة أشياء لم ينج من النار إن شاء الله: أحدها معرفة الله، والثاني معرفة نفسه، والثالث معرفة أمر الله ونهيه، والرابع معرفة عدو الله وعدو نفسه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٩٧].
• وقال أيضًا ﵀: استتمام صلاح عمل العبد بست خصال. تضرع دائم، وخوف من وعيده، والثاني: حسن ظنه بالمسلمين، والثالث: اشتغاله بعيبه لا يتفرغ لعيوب الناس، والرابع: يستر على أخيه عيبه، ولا يفشي في الناس عيبه رجاء رجوعه عن المعصية، واستصلاح ما أفسده من قبل، والخامس: ما اطلع عليه من خسة عملها استعظمها رجاء أن يرغب في الاستزادة منها، والسادسة: أن يكون صاحبه عنده مصيب. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٥٠٠].
• وعن أحمد بن عبد الله الزاهد قال: قال شقيق البلخي ﵀ لأهل