عبد الرحمن الذي كان نائب غزة بنيابة طرابلس عوضًا عن نوروز ثم بعد أيام فر سودون المشار إليه إلى جهة الأميرين ثم توصل شيخ ونوروز إلى قريب حمص ونائب حمص موافقهما وله مدة قد حصن حمص وقلعتها ثم جاءت الأخبار بأنهم قد وصلوا إنى حمص فنادى نائب دمشق وقرقماس بان جميع الناس يدخلوا إلى داخل البلد القضاة والأمراء وسدوا بعض أبواب دمشق وجلس إيناس الحاجب على سور باب كيسان وولى السلادار الحاجب على باب الفراديس وحصنوا القلعة وغلقت الأسواق.
وفي أوائله قدم عز الدين عبد العزيز العداوي من بغداد إلى دمشق وكان هذا من سنوات مقيمًا بالقدس ثم ولي بها قضاء الحنابلة وحكم بكفر الباعوني وطلب إلى دمشق وعقد مجلس بسبب ذلك ثم توجه إلى الحجاز وجاور بمكة ثم توجه في الركب العراقي إلى بغداد فولاه السلطان أحمد قضاء الحنابلة بها وحكى لنا عن الوقعة بينه وبين قرايوسف عند تبريز وحصار بغداد فلما أخذها ابن قرايوسف توجه إلى الشام فوصل في هذه الأيام.
ويوم الجمعة سادس عشرينه وصل العسكر الجاليش من الديار المصرية فنزلوا عند قبة يلبغا ثم ركب الآمر إلى البلد فنزلوا بدار السعادة وسلموا على النائب ثم رجعوا إلى منزلهم وهو بكتمر جلق وطوغان الدوادار.
وجاء الخبر من بلاد صفد بقتل ابن بشارة الخرباني غدرًا وكانا قد اصطلحا في هذا العام وتصاهرا فلما كان ليلة ..... وكانوا أيام وليمة الأملاك على عادتهم في جعلها أيامًا فهجم ابن بشارة على الخرباني كلهم ..... عليه لحضور العرس وبينهم وقتلهم كلهم سوى واحد نجا على فرس وكلهم روافض فاسدوا العقائد.
ويوم الاثنين تاسع عشرينه توجه عسكر الجاليش المصري من أراضي قبة يلبغا إلى ناحية برزة فنزلوا بسطحها فتجاوزها ونزلوا بنواحي ثنية العقاب، ومرّ منهم من مرّ في البلد إلى تلك الناحية وآخرون على ناحية الباب الصغير، جاءهم المرسوم الشريف بانتقالهم إلى ذلك الموضع بعد أن كان ورد عليهم المرسوم أن لا يبرحوا مكانهم حتى يأتيهم المرسوم بالانتقال