للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ابن أخي واقف الصبّابية وكان إليه الكلام في نظرها مع أن شرط الواقف النظر للأرشد فالأرشد من أولاده ثم أولاد أولاده ثم نسله وعقبه ومن بعدهما للأرشد من أولاد أخيه كذلك وكأنه كان ينظر نيابة أو باتفاق من بنات ابن الواقف ولا يشاحن في ذلك، وكان أبوه حيًا بالقدس وله متجر بالقاهرة يأتيه مكسبه كل سنة فيتقوت منه وكان ابنه هذا افتقر بعد أن أذهب مالًا كثيرًا لأبيه كما بلغني، فقدر موت والده في الشهر الماضي بالقدس فتوجه إلى القاهرة لأخذ المال ثم رجع فلما وصل إلى دمشق دخل الحمام فمات به فجأة وذلك قبل وصول المال فإنه تأخر عنه لأنه بضائع، فأرسل من جهة بيت المال من تولى قبضها لأنه لم يكن له وارث خاص، وتنازع ذرية الواقف في الأرشدية فإن الموجود بنتا ابن الواقف وابنا بنته وهما ولدا برهان الدين بن حماد ثم أثبتوا الأرشدية لشمس الدين ابن حماد وهو الأكبر.

قاضي القضاة ناصر (١) الدين محمد بن عبد الدائم بن محمد بن محمد بن سلامة الأنصاري الشاذلي المعروف بابن بنت مَيْلَق وكان مولده سنة احدى وثلاثين وسبعمائة كتبته من خطه وقال ان أمه أنصارية من ولد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ورأيت في تصنيف له أنه تفقه على الشيخ جمال الدين الأسنوي وأذن له بالإفتاء وأنه أخذ أيضًا عن بهاء الدين بن عقيل وأنه أخذ قديمًا عن ابن عدلان وابن الأنصاري وعماد الدين البلبيسي، وكان رجلًا سلك طريق الفقر والتصوف ويعظ ويعمل مواعيد (٢) وله أصحاب يعتقدونه وعوام يعظمونه فأدخله القاضي برهان الدين بن جماعة في سلك الفقهاء وولاه تدريسًا وولي أيضًا خطابة مدرسة السلطان حسن، وكان لكاتب السر بدر الدين بن فضل الله فيه اعتقاد، فلما غضب السلطان


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٦٨، إنباء الغمر ٣/ ٢٧٠ الدرر الكامنة ٣/ ٤٩٤، النجوم الزاهرة ١٢/ ١١٥ شذرات الذهب ٨/ ٥٩٨.
(٢) المواعيد -هي اللقاءات- ومعناه يضع جدولًا للدروس ولقاء الناس وإلقاء الدروس والمواعظ إما بالمدرسة أو المسجد وخانقاه الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>