بسبب منازعات ابن الجزري وقطلوبك من جماعة إيتمش، كان ابن الجزري يتولى أموره ويتوكل له ويتصرف في أمواله من مدة فجرت بينهما بالقاهرة محاسبات ومقاولات، وادّعى قطلوبك بأن له عند ابن الجزري مالًا كثيرًا، فكان ابن الجزري أحال الأمر على الشام فقدما، سبق ابن الجزري وجاء إلى القدس ثم جاء قطلوبك وسبق إلى دمشق، وأرسل خلف ابن الجزري فقدم فوقفا للنائب يوم الخميس، فقال ابن الجزري: ارفعنا إلى الشرع فأذن في ذلك وأرسل إلى القضاة أن يحضروا من الغد ورسم على ابن الجزري بالعذراوية إلى الغد، فعقد المجلس بعد الصلاة عند النائب وحضر القضاة ووقفا يتنازعان إلى العصر، وادعى عليه قطلوبك بأشياء ولم ينفصل أمر.
ويومئذ باشر ولد ابن الجزري خطابة جامع العقيبة، جاء معه توقيع عوضًا عن ابن الحسباني قبل أن يعلّم له القاضي على التوقيع، فسعى ابن الحسباني في إيقاف أمره فرسم النائب أن يعقد لهما مجلس.
فلما كانت الجمعة الثانية منع قاضي القضاة ابن الجزري من المباشرة وبعث إلى الجامع الرسل بعدما قام الحاجب مع ابن الجزري، وكاد يقع بين الحاجب والقاضي، وفي الآخر باشر النائب إلى أن اتفقا.
ويوم السبت ثالث عشريه توجه القاضي سري الدين إلى القدس، واشتهر عقيب سفره ولايته القضاء وأنه كتب إليه في ذلك، وتوجد فيه خطابة القدس للقاضي علاء الدين ويعوض بخطابة دمشق.
ويوم الاثنين خامس عشريه باشر شمس الدين بن الحسباني رياسة المؤذنين بالجامع عن ابن الحلواني قام عليه المؤذنون وأخذ خطوطهم أنهم لا يريدونه وكتب له القاضي والناظر وحضرت أنا وابن عمه القاضي شهاب الدين عنده بالرواق الشمالي بالقرب من باب مأذنة العروس أذان الظهر كذلك، ثم انتزعها منه ابن الحلواني أيامًا ثم أخذ ابن الحسباني بها توقيعًا من النائب ثم اصطلحا في شهر رمضان في أن يكون الرئيس ابن الحسباني يتكلم بين المؤذنين وأن يتناوبا البداءة بالأذان.
ويوم الخميس ثامن عشريه عُقد عقد الأمير محمد بن الأمير إبراهيم