في السنة الماضية، بل يطالب به في تركه الناظر المتوفى أو من استولى عليه من المستحقين بطريقة، فلما أجاب ابن الزهري للمالكي بهذا الجواب كلّمه وشتمه على عادته من شتم الخصمين وبالغ في ذلك وأظهر أنه يريد أن يحكم عليه فلم يتمكن فلم يسعه إلا السب والشتم على عادته نسأل الله الستر والسلامة والعافية من الجهل والحمق وسائر الأدواء.
ويوم السبت ثاني عشره خرج الركب الحلبي ومعهم محمل.
ويوم الاثنين رابع عشره خرج المحمل السلطاني والركب الشامي وأميرهم الأمير ناصر الدين بن المهمندار الحلبي أحد المقدمين، والقاضي كان فوضه قاضي القضاة للشيخ عمران على العادة وكتب له به توقيعًا، ثم جاءه كتاب كاتب سر مصر أن يولي عز الدين ابن ..... كبير شهود الحكم بمجلس الحنفي ففوضه إليه ثم كتب للشيخ عمران على قصةٍ أن يكون شريكه، ثم لما وصلا إلى زيرا جاءهم قاصد من جهة قاضي القضاة سري الدين حين ولي فعزلا، ومن الحجاج الأمير شهاب الدين أحمد بن نقيب القلعة الذي كان حاجبًا، ومن الفقهاء محيي الدين المصري ورفيقه شهاب الدين البالسي وعلاء الدين الحنبلي بن الغزي الحلبي وتقي الدين العامري وكان أخوه فخر الدين مجاورًا وشمس الدين بن خطيب ..... ، وممن خرج أيضًا شمس الدين صهر التادلي وتقي الدين أبو بكر سبط العلائي عامل دار الحديث ومعه أخته وابنها.
ويوم الأربعاء سادس عشره استفاض عزل قاضي القضاة علاء الدين من القضاة بقاضي القضاة سري الدين مستمرًا على ما بيده من خطابة القدس الشريف وأبقاه قاضي القضاة علاء الدين على وظيفة الخطابة بالجامع، وقد وردت كتب بذلك من أيام، لكن يومئذ استفاض ذلك فتركا الحكم يومئذ كذلك وكان سبب تصحيح الخبر أن مملوك نائب حماة أخبر أن متسفر القاضي فارقه من الرملة إلى القدس.
وجرى يومئذ أمر عجيب وهو أن ابن السنجاري ناظر الأوصياء جاء إلى الشيخ عيسى الغزي وقال: مخزن الأيتام البارحة فتحه ابن الجواشني