للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليلة الاثنين سادسه بعد المغرب توفي الشيخ يوسف (١) بن صالح بن سنان الحلواني بالقرب من المسجد العمري عند رأس حكر السماق بسكنه هناك وصلي عليه من الغد عند المسجد المذكور ودفن خلف مسجد الذبان بمقبرة الباب الصغير وكان من أهل القرآن خيراً ديناً بمعنى أنه لا تفوته صلاة الصبح مع الإمام الكبير في الجامع الأموي وبلغ من العمر (٩٣) سنة وأشهر، وهو والد صاحبنا شمس الدين محمد، وخلف ولداً آخر حلوانياً وبنتاً وزوجةٌ أمهم.

وليلة الخميس تاسعه بعد مضي النصف وقع مطرٌ كثيرٌ جداً واستمر إلى الغد إلا أوقاتاً يسيرة، وكذلك يوم الخميس وليلة السبت ويومه، وفيه أيضأ ثلج ووقع أيضاً يوم الأحد كثيراً جداً، ولم يقع مطر بدمشق وما حولها في هذا العام أكثر منه وكان أهل الحاضرة محتاجين إليه وتعكرت المياه في هذه الأيام.

وليلة الجمعة عاشره وهو الرابع والعشرين من كانون ليلة ميلاد عيسى عليه السلام فيما يزعمون ولكن النصارى جعلوا عيدهم لذلك ليلة الأحد ثاني عشره وهي ليلة مولد نبينا - صلى الله عليه وسلم -.

وليلة الاثنين ثالث عشره خسف القمر وكان مبدأ خسوفه قبيل الثلث الأخير من الليل وانجلى قبل السلام، وانخسف جميعه إلا يسيراً.

وفي العشر الأول منه توفي القاضي عماد الدين (٢) إسماعيل بن أحمد بن علي الباريني قاضي القدس بها وقد جاوز الثمانين وكان قدم من حلب إلى دمشق طالباً للعلم وهو كبير فتولى نيابة الدماغية وتلميذ الشيخ ولي الدين المنفلوطي واشتغل على الحسباني وهو مثله أو أسن منه وكان متوسطاً في العلم وصحب الشيخ خليل المقدسي وكان قيم الدماغية يتنزل


(١) * * * *
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٩٤ إنباء الغمر ٣/ ٢٩٩ الدرر الكامنة ١/ ٣٦٥ (٩١٩) الذيل على دول الإسلام ٣٨٥ شذرات الذهب ٨/ ٦٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>