بالمدارس وعنده شَلَشٌ وإنكار على القضاة، فلما قدم الشيخ سراج الدين البلقيني إلى دمشق قاضياً سنة تسع وستين ولاه قضاء بعلبك وتدريس النورية بها ثم انفصل بانفصاله، ثم ولي التدريس منفرداً عن القضاء، ثم خرج من بعلبك بتضييق القاضي تاج الدين السبكي عليه وكان يكرهه، وهو ممن توجه إلى مصر في فتنته مع الجماعة ليشهد عليه فاستقر بالديار المصرية وولاة قاضي القضاة بهاء الدين القضاء بأعمالها وولي قضاء المحلة واستمر هناك أيضاً في أيام القاضي برهان الدين بن جماعة، ثم عزلى وولي مرة قضاء الشحوبك (١) ثم رجع إلى مصر، ولما قدم القاضي بهاء الدين ابن القرشي قاضياً استصحبه معه وولاه قضاء القدس واستمر مدة أيامه ثم انفصل بانفصاله واستمر، ثم ولي نظر المارستان وغيره فلما ولي قاضي القضاة شهاب الدين في العام الأولى ولاه إياها فاستمر نحو خمسة أشهر ومات.
وكان من حين خرج من دمشق لم أره إلا في رجب سنة ست وتسعين، قدم دمشق وولاه القاضي علاء الدين نظر المارستان بالقدس فاجتمع بي وسألته عن مولده، فقالى: قالوا سنة سبع عشرة وقد تغير وحال عن الحال التي نعهده عليها، وعندى أنه أسن من ذلك فإني منذ عرفته كان في لحيته الشيب وولي قضاء القدس بعده تقي الدين صالح ابن خليل بن سالم وكان بالكرك وقد ولي القدس في وقت.
ويوم الأربعاء نصفه عُقد عَقد قاضي القضاة علي ..... بنت ..... التي كانت زوجة علم دار فأقام معها ثلاثة أشهر ثم طلقها.
ويوم الخميس سادس عشره عقد بدار السعادة بحضور النائب والقضاة مجلس بسبب وقف ابن ..... ببعلبك وكان وقف قديماً أيام الشيخ تقي الدين السبكي ..... الوقف على ابن المجد وحكمهم ثم ثبت عند القاضي المذكور سنة ثمان وخمسين محضر بإذن القاضي تاج الدين يتضمن أن الواقف لم يزل سفيهاً من حين الوقف إلى أن توفي، ثم في مدة الأزمنة
(١) الشوبك - قال ياقوت -قلعة حصينة في أطراف الشام بين عمان وايله- معجم البلدان ٣/ ٤٢٠ (٧٣٢١).