للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتصل ذلك بنائب الحكم ببعلبك وهو ابن زيد الذي هو اليوم قاضيها وحكم ببطلان الوقف ونفذه مستخلفه ابن فرمون واتصل ذلك بي، ثم في هذا الشهر جاء البعلبكيون يتخاصمون في ذلك فاتصل كتاب الوقف وهو صورة إشهاد على القاضي ابن زيد لأن أصل الكتاب ضاع، وبرفيقنا الغزي اتصل به تنفيذ ابن فرمون وفيه أنه رجع عن تنفيذه لنائبه في محضر السفه، وفيه أن نائبه رجع أيضاً فحكم الغزي باستمرار الوقف فاجتمع الخصوم بالنائب وبالقاضي الحنفي وأثبتوا أمرهم فعقد المجلس يومئذ وغضب النائب على أولئك وأظهر المساعدة لمدعي البطلان، فقال: أنهم يتبعون المكان له فحكم القاضي الحنفي ببطلان الوقف ورفع أيدي من هو بيدهم ولم تكن رفعت قبل ذلك وتسليمه إلى مدعي الملك يأخذونه ميراثاً بعد أن اتصل به تنفيذي المذكور في المجلس وبعده تنفيذ القضاة وغضب الغزي لنقض حكمه فلم يبالوا به.

وفيه قبض على ابن الغزولي التاجر وسجن بالقلعة وقيد وأقام بضعة عشر يوماً ثم شفع فيه أقبغا الصغير فأُطلق.

ويوم السبت أول كانون الثاني وقع فيه برد شديد.

وليلة الاثنين منه توفي الشيخ المسند الفقيه العالم المفتي المعمر الفقيه شهاب الدين أبو العباس (١) أحمد بن الشيخ عماد الدين أبي بكر بن الشيخ صالح المسند عز الدين أحمد بن الشيخ عماد الدين عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي المعروف بابن العز بمنزله بالصالحية ودفن من الغد بتربة الشيخ الموفق عند والده وأقاربه وكان مولده فيما كتبه بخطه ليلة الخامس والعشرين من صفر سنة سبع وسبعمائة فكمل إحدى وتسعين سنة إلا خمسة أيام، أكثر عن التقي سليمان ويحيى بن سعد وحدث عن العماد الجرايد، وهو آخر من روى عنه وعن القاضي بالسماع وكان له اشتغال في الفقه وأُذن له في الفتوى، وكان شيخاً


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٩١ الدرر الكامنة ١/ ١٠٩ (٣٠٢) إنباء الغمر ٢٩٧٣ المقصد الأرشد ١/ ٧٨ شذرات الذهب ٨/ ٦٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>