طويلاً عليه أبهة وأُقعد في آخر عمره، ووالده توفي ليلة السبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وسبعمئة عن خمس وسبعين سنة، روى عن جده حضوراً وعن ابن عبد الدائم وعبد الله ابن الخشوعي والكرماني وجماعة، قال البرزالي فيه: رجل جيد من بيت الرواية والصلاح، أما جده العز أحمد فقد حدثونا عنه وكان من الصلحاء المتعبدين، زاره مرة نائب السلطنة وروى عن الشيخ الموفق وموسى بن عبد القادر والشهاب ابن راجح والقزويني ونحوهم، توفي بكرة الأحد ثالث المحرم سنة سبع مائة عن سبع وثمانين سنة تقريباً، وأما العماد عبد الحميد فروى عن يحيى الثقفي وأحمد الموازيني وجماعة وتوفي في سنة ثمان وخمسين وستمئة في ربيع الأول وبعده بشهرين توفي أخوه الفقيه محمد بن عبد الهادي قتله التتار بنابلس روى أيضاً عن يحيى وعن محمد بن حمزة ابن أبي الصفر وغيرها ومات وقد نيف على التسعين.
ومن ذرية عبد الحميد ولده محمد، مات بعده بعشر سنين سنة ثمان وستين وستمائة في رمضان، وهو أيضاً ممن روى عن الشيخ الموفق وموسى، وأولاده عبد الله وعلي وعبد الحميد وعبد الرحمن وهو آخرهم موتاً توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
ومن أولاد عبد الحميد عبد الهادي والد العماد أحمد المتوفى سنة خمسين وسبعمائة وهو والد الأخوة العلامة شمس الدين محمد المتوفى قبل والده وعبد الرحمن وحسين وأبو بكر وإبراهيم، سمعنا منهم عن ابن البخاري حضوراً، وكلهم حدثونا عن ابن عبد الدائم.
ومن أولاد عبد الله وكان يلقب بالمحب شيخنا محمد.
التقي عبد الله بن الشيخ الصالح عمر شيخنا من أصحاب ابن خليل وابن عبد الدائم، وجده مات قديماً سنة تسع وتسعين وأخوه الشرف محمد سمع من المؤتمن بن قنبر وجماعة، وكان يداخل الدولة، عُدم في سنة تسع وتسعين بطريق مصر عن ستين سنة تقريباً.
وليلة الأربعاء تاسع عشريه نقلت الشمس إلى برج الدلو في الساعة التاسعة وذلك ليلة الثاني عشر من كانون الثاني.