والوقف المنصوري والكلام للأمير تاني بك وفي أوقاف تنكز وفيه أن الذي حرر وضبط من المال الذي أخذ من محمود الاستاد دار في المصادرة ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، ثم قرأت في كتاب آخر أن الذهب ألف ألف وستمئة ألف مثقال والدراهم خمسمائة ألف ألف وخمسمائة ألف والله أعلم.
وفيه الأخبار عن الغلاء بمصر وبيان أسعار الأقوات واللحم، فقال الأردب القمح بمائة وثمانية ولمشعير بستين والفول بخمسين والخبز كل رطلين ونصف بالمصري بدرهم واللحم بدرهم ونصف وربع الرطل، وهذا يدل على أن اللحم رخص وكان بلغنا أنه أكثر من ذلك، ودمشق سعر اللحم كذلك، وبلغنا أيضاً في كتب وصلت أن الغرارة بأرض البلقاء بثلاث مائة، وبالقدس وما حولها بالكبير بثمانمئة وأزيد وهذا غلاء زائد ولكن دمشق بحمد الله أمثل من غيرها فالخبز رطل بدرهم والصافي النهاية في الصفاء عشر أواق والقمح بمائة وثمانين وما حولها، والأرز القنطار بمائتين وثلاثين وكان يجاوز ذلك ولكن التبن غال جداً يباع الحمل بأكثر من عشرين وهذا ما رأيناه إلا في سنة سبع وسبعين.
ويوم الخميس سادسه وقفت على المزازين بالمزة الأعلى بينهما عند بساتين جماعة يعرف بمزاز عوضه والآخر عند حمام المسعودي وسبب ذلك أن أهل المزة شكوا من أهل داريا أنهم ..... إلى مزارهم عند حمام المسعودي فقلعوا الغرس الذي لهم هناك ..... ماؤهم، فجمع بين الفريقين فزعم الدارانيون أن ..... المزين أهبط ويدخل أكثر من حقهم وكانوا كل وقت يتنازعون فاقتضى الحال الوقوف هناك ومعي من الشهود بدر الدين بن عبدان وشمس الدين ابن الحسباني وحضر نقيب الأشراف ومشد داريا وهو ابن النشو وجماعة وأحضروا تقي الدين أبي بكر بن الجندي فوزن ..... فوجد ما ادعاه الدارانيون صحيحاً ووجد المزار الأعلى في قسم نهر سوسية انخفاض وهو ينقسم إلى نهر كفرسوسيا وإلى نهري المزة وداريا ثم ينقسم النهران عند حمام المسعودي فاقتضى الحال نقض ذلك كله وعمل المزازيون على السواء ويرموا ذلك فعمل ذلك كله في أربعة أيام، وكان النهر مقطوعاً