للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرسل في آخر يوم الخميس الآخر وهو رابع عشرين شباط، ثم ورد كتاب آخر من القاهرة فيه الأخبار عن الغلاء بما يجاوز الحد وإن الأردب القمح بمائة وستين والشعير بمائة وعشرين وأن الخبز رطل ونصف بدرهم ولكن اللحم بالنسبة إلى ذلك غير غال بل هو كالشام وأن الناس يتماوتون جوعاً، وأن السلطان يتصدق في كل يوم بخمسين ألف رغيف على الفقراء وأنه يموت منهم في الزحمة خلق كثير وأن مصر بشر حال وأما دمشق بعد تقلص المطر ولم يقع في كانون الثاني سوى ذلك الثلج الناشف ولا في شباط سوى تلك المطرة، وهذه أيام الإعجاز ما رؤي أشد حراً منها.

ويوم الأربعاء تاسع عشره أولى أذار، ويوم الخميس منه توفي الشيخ (١) علىِ بن قطاطو الصيرفي وصُلي عليه عقيب الظهر بالجامع ودفن بمقبرة الباب الصغير بالقرب من المصلى.

وفيه ورد كتاب بوفاة الأمير (٢) سودون الشيخوني الذي كان نائباً بمصر ثم استعفى عام أولى ثم استمر بطالاً إلى أن توفي ولم يولى أحد مكانه وكان يحب الفقراء ويعتقدهم ويحسن إليهم وهو رجل جيد في نفسه يقضي حوائج الناس ويساعدهم ويتكلم مع السلطان وينكر المنكر ويحتمل منه ما يغلظ فيه من القول وكان هذا قدم دمشق أيام ولاية طشتمر بها النيابة بخلعة له بالاستمرار لما قبض على قرطاي ثم أذن له في المقام بالشام فولي نيابة القدس سنة تسع وسبعين ثم ترقى أيام هذا السلطان حتى ولاه نيابة مصر فلما خُلع قَبض عليه وسجن فلما ظهر المسجونون في غيبة الصالح ظهر معهم وباشر النيابة بنفسه إلى أن قدم السلطان فاستمر به (*).


(١) * * * *
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٩٦، إنباء الغمر ٣/ ٣٠٣، النجوم الزاهرة ١٧/ ١١٢، الذيل على دول الإسلام ٣٨٧ المنهل الصافي ٦/ ١٠٤ (١١٢٨).
(*) جاء في حاشية الورقة (٣٦ ب): وكان ممن ثبت مع الظاهر إلى زوال ملكه ولم يقم معه وسودون الطرنطاي وتمربغا المنجك ..... وكان ..... أعطى تقدمة بمصر وحجوبية وكان حاجباً في جمادى الأولى سنة (٧٣) وأظنه تامر أول ولاية برقوق وكان لالا الأمير وعزل سنة (٦٩) وفي جمادى الأولى سنة (٧٣) أعطى تقدمة وحجوبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>