وليلة الثلاثاء احترق الفرن الذي برأس سوق حكر السماق القبلي.
ويوم الخميس خامس عشريه سافر ولد القاضي بهاء الدين إلى القاهرة القاضي جمال الدين ليقضي مآربه.
وليلة الجمعة سادس عشريه كان الحريق العظيم بسوق الحريريين والصابونيين والدقاقين والفرانيين ورأس الأقباعيين وشيء من الرماحين وما خلفه من سوف وما وراء ذلك من البيوت إلى قريب السجن وما هناك من مسجد ومنارة المسجد الذي هناك وقيسارية ابن الباني وكان مبدأه بعد المغرب وغفل الناس عنه حتى تحكم وصار ضوء النار يضيء على البلد كضوء القمر ورؤي من المرج والأماكن البعيدة فإنه كان مرتفعاً جداً وصار دخانه مثل السحاب على البلد وكادت دمشق تحترق وذهب للناس من الأموال والأملاك والأوقاف ما لا يحصيه إلا الله وكذلك للفرنج النازلين بفندق ابن الباني، ونهب للناس أموال كثيرة وصار جماعة من الأتراك يفتحون حوانيت التجار التي لم تصل إليها النار فينهبوا ما فيها وربما خطفوا ممن حمل ماله وهرب به وكان كثير من التجار وأصحاب الحوانيت في البساتين وكان النائب غائباً وحضر النائب الكبير بعدما ارتفعت النار والحاجب الصغير والولاة وصار المشتغلون بالنهب أكثر من المطفئين للحريق.
ويومئذ قدم الشيخ إسماعيل الباعوني من بلاده ونزل عند أخيه القاضي شهاب الدين عند ..... فأقام ثم توجه إلى بلاده.
ويوم السبت سابع عشريه قدم قطلوبغا دوادار الناصري من القاهرة مقيداً في الترسيم لأخذ أمواله التي أدعى أنها مودعة بالشام فكان هذا حين وصل خبر القبض على أستاذه بحلب اختفى فلم يقدر عليه فظهر أنه توصل إلى بلاد مصر وتوجه إلى ناحية بلاد السودان ثم قدم إلى مصر مختفياً ففطن به وقبض عليه.
ويوم الأحد ثامن عشريه قدم النائب من المرج وأظهر الغضب على الأمراء الذين اشتهر عنهم أنهم كانوا في الحريق ينهبون مماليكهم أموال