وذكر ابن طولون الصالحي في قلائده الجوهرية المدارس التي درس فيها مثل الظبيانية والشامية والعذراوية والأتابكية وسواها من المدارس بدمشق وقال السخاوي في الضوء اللامع "وولي خطابة الجامع الأموي ونظره مرارًا وترك النيابة بل أريد على القضاء الأكبر بدمشق مرارًا وهو يمتنع".
وقال ابن فهد في ألحاظه "حصّل فنونًا من العلوم جمة ومهر في علم الحديث والفقه، وأفتى ودرس مع الصيانة والديانة واشتهر ذكره وبعد صيته، وكان لهجًا بعلم التاريخ والمواقيت".
وكان للمصنف -رحمه الله- علاقات ومراسلات مع أهل عصره من أهل العلم فهو يذكر في عدة مواضع من كتابه ما كان يصله من أخبار يدونها في كتابه مثل مكاتباته مع القاضي تقي الدين الفاسي في مكة ومراسلات أخيه نجم الدين لما كان قاضيًا في حماة.
وألطف من ذلك وأدق ما وقع له مع نائب الشام شيخ المؤيدي عام ٨٠٩ هـ فهو يقول في حوادث شهر ذي الحجة من السنة المذكورة "ويوم الخميس ثامن عشريه .... واجتمعت يومئذ بالنائب وحدثني الدوادار شاهين بالقصة، وقال النائب: اكتب هذا في التاريخ"، فهو بهذا مُعتمدٌ عند أهل عصره كمؤرخ لهذا يسميه معاصره ابن ناصر الدين الدمشقي ت ٨٤٢ هـ عندما يترجم له في "التبيان شرح بديعة البيان" مؤرخ الإسلام.
ولمكانته الاجتماعية المرموقة فقد تم اختياره من ضمن وفد الصلح بين نائب الشام شيخ المؤيدي والملك الناصر فرج، وقد ذكر كثير ممن ترجم له هذه الوفادة على السلطان في القاهرة مثل ابن حجر وابن فهد والمقريزي والسخاوي، ويقول ابن تغري بردي في نجومه الزاهرة "وقدم القاهرة في دولة الملك الناصر فرج في الرسلية عن الأمير شيخ وكان معدودًا من فقهاء دمشق وأعيانها".
وقد وصف المصنف -رحمه الله- هذه الرحلة من بدايتها حتى العودة إلى دمشق أدق وصف.