للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة كثيرة قاصداً الحج فنزل بالقصر وبين يديه الحجاب والأمراء بعدما اجتمع بالنائب تحت القلعة بالموكب وملأوا الميدان، وكان نازلاً به المتوجه بالتقدمة إلى ابن عثمان فغلبوا عليهم فانتقلوا إلى الميدان الآخر وتوجهوا مسافرين يومئذ بعد العصر، ومع هذا الوزير تقدمة للسلطان فوجه بها بعض جماعته إلى السلطان، وخلع النائب عليه من الغد خلعة وعلى جماعة من ذويه وجاءوا من دار السعادة لابسيها إلى الميدان.

ويوم هذا السبت سجن بحبس السدّ خطيب زرع الذي صار موقعاً بالديار المصرية وكتب تواقيع جماعة من قضاة الشام واتصل بكاتب السر هذا لما كان بدمشق ومدحه قبل ولايته فلما ولي قدمه وأحسن إليه واسمه محمد بن علي، ووضع في رقبته القيد وذلك بسبب أخيه إبراهيم وقبض على أخيه إبراهيم أيضاً وضرب ..... كما فعل ذلك بهما ابن النشو مشد المراكز وذلك بعدما شاور النائب، وذلك لأنه نسب إلى أن عنده خيل لمنطاش وسيرة أخيه سيرة قبيحة، وأما الخطيب محمد فإنه كان قد أبعده كاتب السر فوصل إلى دمشق في هذه الأيام وكان أخوه متعنتاً فاتفق أنه قبض عليه بسبب قضية شخص ففتح عليه باب تلك القضية، فقام أخوه فنصره وتحامق وفعل به ما فعل وأقام بالسجن أياماً وقاسى شدة وإهانة زائدة، واتفق أن النائب سجن شخصاً كاتباً عندهم، ثم قال للوالي: هات الفقيه لنضربه بالمقارع فلم يفهم الوالي فجاء بالخطيب في عنقه الزنجير ورأسه مكشوف وهو حافي فأوقف بين يدي النائب وقد مات خوفاً، فقال: ما هو هذا ثم قام في قضيته القمني هذا الفقيه الذي جاء من مصر وهو منسوب إلى الدوادار فخلصه بسفارة القاضي المالكي.

ويوم الاثنين ثالث عشره خرج طلب الحاجب الأمير أحمد بن الشيخ علي إلى غزة نائباً لها، وجاء إلى النائب فاصطلح معه جاء به الأمير إياس وهو الذي دخل في ذلك وشفع فيه عند النائب فدخل وقبل يده وخلع عليه النائب وأعطاه فرساً ونزل بقبة يلبغا أياماً.

وليلة الأربعاء نصفه بعد المغرب وصل مدرّس الصلاحية الجديد وهو الفقيه زين الدين أبو بكر القمني أحد طلبة العلم بالديار المصرية على خيل

<<  <  ج: ص:  >  >>