للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البريد وبيده توقيع بتدريس الصلاحية بالقدس الشريف عوضاً عن ابن الجزري، أخذ التوقيع لما اختفى ابن الجزري بالقاهرة، وكان هذا قد صحب الدوادار ودخل فيه وصار من ذويه فأخذ له هذا التوقيع وأركبه البريد فجاء إلى القدس فباشر الوظيفة، وكانت جراية (١) الخبز في هذا الغلاء فلما قدم عمل على إدارتها ومكث هناك نحو عشرين يوماً ثم جاء إلى دمشق ليأخذ خط النائب على توقيعه ومعه كتاب الدوادار بالوصاة به والتأكيد في ذلك والمبالغة، وجاء مرافقاً له الشيخ شهاب الدين بن الحسباني من القدس وكان الآخر قد اختفى في أواخر السنة الماضية كما تقدم حين شكى عليه الفقهاء وأُلزم بإقامة حساب المدارس وجرت أمور تقدم بعضها، ثم توصل إلى أن سافر إلى الديار المصرية في أواخر السنة وكان جاء كتاب السلطان جواب مكاتبة النائب بسببه أن يعمل في وظائفه حكم الشرع الشريف وأنه إذا جاء إلينا أرسلناه، فلما قدم مصر توصل إلى أن صحب الدوادار بطريق دواداره وهو صاحبه وبهذا القمني أيضاً فأخذ له توقيعاً باستمراره في وظائفه ومرسوماً بأن لا يعارضه أحذ في وظائفه وما بيده ولا يتحدث معه فيها، وخرج من مصر فوجد هذا القمني قد سبقه إلى القدس على البريد فعرج إلى القدس وأقام معه وجاءا مترافقين وذهبا من الغد فسلما على القاضي ثم النائب.

ويومئذ جاءني مقبل البريدي عتيق ابن السلادار فأخبرني أنه وقف هو وابن الجباب الشيخ شهاب الدين على مولودين ولدا توأَماً ..... لستة أشهر ميتين وهما ابنتان وكلٌ منهما كامل الأسنان وإن إحداهما لها لحية مستديرة والأخرى لها على رأسها شبه هذه العصابة التي تعانتها النساء لحم ناتئ من قدام ووراء عند صدغيها وأن أهل تلك الناحية سألوه الوقوف عليهما فصادف ابن الجباب فأخذه فوقف عليهما، وإنهم يريدون أن يوقفوا عليها النائب والقاضي فأرسلت عدلين للوقوف عليهما فذهبا وأخبرا بما قال مقبل من


(١) جراية الخبز - رزق أو عطاء جار لكل يوم أو شهر وقد يكون عيناً كالخبز أو نقداً وكات يخصص لطلاب العلم من مال الأوقاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>