ويوم السبت ثامنه وصل الركب الحلبي ومعهم محمل كالعام الأول ونزلوا بالميدان الشمالي ووصل معهم قاضي حلب الحنفي ابن العديم ثم تلاحق الحلبيون بعد أيام وهم قليل.
ويوم الاثنين عاشره وصل صاحبنا شهاب الدين الغزي من غزة بعدما غاب عن دمشق ثمانين يوماً وزار والده.
وفيه وصل صاحب ماردين إلى ماردين وكان أسره تمر وصار معه وأحسن إليه ووثق به ثم أذن له في التوجه إلى بلده بعد أن أحلفه أنه معه وأمره بضرب السكة باسمه والخطبة له ففعل.
ويوم الخميس ثالث عشره توجه وزير ابن عثمان إلى الحجاز وكان نازلاً بالقصر في ركب كثير من الروم وتوجه معه نقيب النقباء عبد الله بن القاضي.
ويوم الجمعة رابع عشره توجه أكثر الحجاج وخرج المحمل بعد الصلاة وهذا شيء ما عهدناه لا يوماً ولا وقتاً وعمل له في هذه السنة ثوب جديد، وصرّوا بدمشق في هذا العام من غير نقص، وخرج المحمل الحلبي على إثره وتلاحق الناس من أول النهار إلى آخره أرسالاً أرسالاً.
وأمير الحج جركس الذقي يقال له أبو النائب ولم يحج في هذا العام أحد من الفقهاء سوى ابن الجباب سبق إلى القدس ليحرم منه بعمرة ثم يدرك الركب فأعوزهم القاضي.
ثم بعد السفر جاء البعلبكيون فسألوا أن يكون على جماعتهم موقع بعلبك قاضياً وهو ابن الشيخ شهاب الدين ابن سبع وهو مدرس الأمينية وظيفة ابنه أخذها بعد ابن عمه تقي الدين القاضي الذي كان أيضاً موقعاً في حياة عمه، وقيل إنه حفظ المنهاج فولاه قاضي القضاة قضاء الركب، وكان الحجاج في هذا العام قليلون من الشام ومن بلاد الروم كثيرون.