وليلة الأحد سادسه توفي الشيخ علاء (١) الدين علي بن زكريا النيني الشافعي بالمدرسة الشامية الجوانية وصُلي عليه ضحى النهار بالجامع وفى فن بمقبرة الباب الصغير وكان أيضاً ..... جاوز الثمانين بسنوات فإن مولده سنة خمس عشرة تقريباً على ما ذكر لي أخوه شهاب الدين، وقال: أنا أكبر منه بسنتين وقدمنا في سنة ست وتسعين أن مولده سنة ثلاث عشرة تقريباً، قدم هو وأخوه شهاب الدين وهو أكبر منه قديماً فاشتغلا بدمشق وتنزلا بالمدارس وكانا لا بأس بهما، وكان علاء الدين المذكور أحد شهود الحكم بالعادلية ووقع بها أيضاً وولي مرة شهادة القيمة ثم تركها.
ويوم الخميس عاشره في الساعة الثانية الحادي عشر من كانون الثاني نقلت الشمس إلى برج الدلو وكان البرد في هذه الأيام شديداً وجمدت المياه ستة أيام ثم حصل غيم في أثناء اليوم المذكور ووقع ثلج كثير حول البلد ولله الحمد.
ويوم الخميس سابع عشره وصل الأمير الكبير جلبان على اقطاع الأمير إياس ونزل بداره وخرج النائب والعسكر لتلقيه واحتفلوا لقدومه وفرحوا بهلاك من قبله وكان هذا نائب حلب فتغيض عليه السلطان وقبض عليه في قدمته الثانية وسجنه بالإسكندرية، فلما توجه النائب إلى بين يدي السلطان فشفع فيه ففرج عنه وأُعطي هذا الإقطاع.
ويوم السبت سادس عشريه أرسل القاضي المالكي نقيبه الرملي إلى الأمير جركس الذي يقال له أبو النائب بسبب أنه استولى الخصم على مملوك يطلب شراءه فأثبت الخصم تدبيره وحكم بمنع بيعه الحنفي واتصل بالمالكي فأرسل إليه يأمره بتسليمه له فضرب الخصم ضرباً مبرحاً فأنكر عليه النقيب والرسول فضربهما ضرباً شديداً فانزعج القاضي لذلك، وأصبح يوم الأحد فاستصرخ بقاضي القضاة وذهب القضاة كلهم إلى النائب وخبروه، فقال: غداً يوم الاثنين أطلبه وأضربه قدامكم ألف عصاة فخرجوا من عنده شاكرين له والتمس المالكي إحضار الذين باشروا الضرب ليقبض منهم.