للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- فصل الربيع وليلة الاثنين الثاني عشر منه نقلت الشمس إلى برج الحمل في الساعة الحادية عشر في ليلة ثاني عشر من آذار.

وآخر ليلة الثلاثاء ثالث عشره توفي الشيخ معين (١) الدين معين بن عثمان بن خليل المصري الضرير شيخ القراء بالألحان وقد جاوز الثمانين وكان مشاراً إليه في ذلك له حظوة عند الناس وحصل وظائف وثروة وكان مقدماً على جميع القراء بمصر والشام ويحفظ أشياء حسنة ويصحح ما يقول ويأتي بالمناسبات في المجالس والمحافل وكان حنبلي المذهب قرأ بمدرسة الشيخ أبي عمر ثم بآخره صار شافعياً وولي إمامة مشهد ابن عروة وكان مؤذناً بالجامع ومقرئاً بالترب الكبار وصُلي عليه بعد صلاة الظهر بالجامع ودفن بمقبرة الصوفية بعدما صُلي عليه بجامع تنكز وعند المقابر وشيّعه جماعة كثيرون وقد سمع بدمشق سنة أربع وأربعين يوم ختم الترمذي من ابن أبي اليسر وابن الخباز وابن الجوخي وعلي بن الإسكندري وإبراهيم بن القواس ومحمد بن عبد الحكيم الرقي.

ويوم الجمعة بعد العصر سادس عشره توفي القاضي نجم الدين عبد الكريم بن (٢) محمود بن أحمد بن السنجاري ناظر الأوصياء من مدة قديمة وكان ولي قديماً الحسبة غير مرة ووكالة بيت المال ثم ترك السعي في ذلك وكان عنده شلش ومداخلة في الأمور وعنده انطباع وكرم نفس وخلاعة ومجون وقد ضرب مرتين في رمضاد سنة (٨٨) في فتنة الظاهرية، وصُلي عليه من الغد بالجامع ودفن بالصالحية وهو في عشر السبعين.

ومات يومئذ بالمارستان ابن الحكم استاددار إياز وكان تحت المصادرة فحصل له استسقاء فتمرض بالمارستان فمات.

ويوم الاثنين تاسع عشره نودي في البلد بأمر قاضي القضاة وركب معهم أيضاً في بعض الطريق وبين يديه المحتسب والواليان بأن يتأهب الناس لصلاة الاستسقاء وأن يصوموا ثلاثة أيام أولها يوم الأربعاء ويخرجوا يوم


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٤٦، إنباء الغمر ٣/ ٣٦٥.
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٣٤، إنباء الغمر ٣/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>