للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأخر عند العادة والأمر لله واستمر على ذلك مدة يسيرة، ثم رجع إلى ما كان عليه.

ويوم الأربعاء ثاني عشره وصل سواق من جهة النائب فأخبر بموت الأمير ناصر (١) الدين بن تلك الذي كان حاجبا بالقصير ودفن عند قبر معاذ رضي الله عنه وكان أحد المتكلمين بالغور في ناحية القصير (٢) وبيسان (٣) وكان تضعف لما توجه إلى الغور في نوبة الكشف على إياس ثم جاء وانصلح يسيراً ثم سافر إليه فكانت منيته هناك، ولم يخلف ولداً ورثه ابن معتق والده ابن غزلوا، وكان عضر عمارة في ناحية ..... فوقفها وكان لا بأس به وهو خير من غيره، وعمل استاددار الأمير إينال بدمشق ثم باشر الوقف المنصوري لما كان بيد أستاذه، ثم صار أميراً بطبلخاناة وذلك في ربيع الآخر سنة (٩٥)، وحاجباً مدة ثم انفصل عن ذلك كله، وكان نائب الشام يميل إليه.

ويوم السبت نصفه توفي صاحبنا عماد الدين إسماعيل (٤) بن الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعي الأصل الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية، وقيم الجوزية هو أبو بكر، وكان من أبناء الستين وكان رجلاً حسناً اقتنى كتباً نفيسة كتب عمه الشيخ شمس الدين وكان لا يبخل بعاريّتها وكان يخطب بجامع خليخان ويخطب باكياً، وولي الخطابة بعد القاضي برهان الدين ابن النقيب علاء الدين نائب الحكم الحنبلي وخطب يوم الجمعة حادي عشريه.

ومن غريب ما وقع بعد موته أن رجلاً شاباً ادعى بنوته وكتب له


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٣٩.
(٢) القصير -قال ياقوت - وهو بلفظ تصغير قصر وهو قصير معين الدين بالغور من أعمال الأردن يكثر فيه قصب السكر- معجم البلدان ٤/ ٤١٧ (٩٧٢٢).
(٣) بيسان -قال ياقوت -مدينة بالأردن بالغور الشامي جاء ذكرها في حديث الجساسة معجم البلدان ١/ ٦٢٥ (٢٣٥٤).
(٤) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٢٩، شذرات الذهب ٨/ ٦١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>