ابن البخاري وأجاز له في سنة أربع وخمسين جماعة من القاهرة كأبي الحرم محمد بن محمد القلانسي ومحمد بن إسماعيل الملول وأحمد بن محمد الدلاصي ويحيى بن أبي الحسن الحداد وكان والده قاضي قضاة المالكية يشغل ولده هذا بالتفقه على مذهب أخواله ونشأ عندهم وحفظ العمدة لعبد الغني في الحديث والألفية لابن مالك وبعض النبيه في اختصار التنبيه ثم نزل له والده عن التدريس بحلقة ابن صاحب حمص وباشرها في حياة خاله وعن مشيخة دار الحديث الظاهرية.
ولما توفي أخوه لأمه القاضي بدر الدين ابن أبي الفتح وكان تدريس الركنية قد جعل باسم ولد له صغير فسعى بعد موت خاله ااغاضي تاج الدين في النيابة عنه في تدريسها ثم استقل بعد وفاته وصار مفتياً بدار العدل ثم ولي قضاء العسكر ثم صار قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة ونابه بالقاهرة ثم أعاد بدمشق بالشامية الجوانية ثم استقل بتدريسها بعد وفاة قاضي القضاة ولي الدين وناب بى مشق لصهره المذكور واستقل بقضاء الشام بعد وفاته مع مشيخة السبع فباشره دون سنة ثم انفصل عنه حين تغيرت الدولة فأخذ توقيعاً في أيام الحصار بخطابة الجامع الأموي فلم يمكن من المباشرة ثم ولي خطابة القدس بعد وفاة ولد القاضي برهان الدين ابن جماعة ثم أُعيد إلى قضاء الشام مباشرة سنة ونصفاً ثم انفصل عنه كما قدمنا في هذا العام فتوجه إلى مصر وكانت منيته بها -رحمه الله- وكان عفيفاً نزهاً شريف النفس حسن المباشرة للأوقاف ولم يكن بالمتبسط في مأكله ومشربه ولا في ملبسه، وقد حدّث قراءة عليه بدر الدين بن كثير جزء أبا .....
وجاء مع السواق توقيع بوظائفه تدريس الركنية والشامية الجوانية ومشيخة الحديث الظاهرية ونظر الخانقاه المجاهدية لولده، وأن كاتبه والقاضي شهاب الدين الغزي ينوب عنه على العادة، ثم بعد ذلك أُبدل الغزي بالشيخ شهاب الدين الملكاوي.
وليلة السبت سابعه وقع مطر مفرق في طول الليل أثر في الأرض وكان الغيم مستمراً من حين صلاة الجمعة إلى أواخر نهار السبت وجاء بعد