للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصر السبت سيل ملأ النهر وفاض وفرح الناس به لأنهم لم يروا النهر امتلأ إلا حينئذ.

ويوم السبت سابعه بكرة توجه النائب إلى المرج.

وبكرة يوم الأحد ثامنه توفي الشيخ الصالح إبراهيم (١) الحلبي المعروف بالصوفي بالمارستان النوري بعدما انقطع من يوم الاستسقاء وكانوا خرجوا به محمولاً وغُسّل بالمارستان وحضر غسله القضاة وحُمل في الساعة الرابعة إلى الجامع واجتمع خلق كثير وحمل على الرؤوس فوضع موضع الجنائز وترك إلى الظهر واجتمع الخلق كيوم الجمعة وصلى الإمام صلاة الظهر عقيب الأذان ثم صُلي عليه وعلى آخر فعبر من المجاورين بباب الناطفانيين ثم حمل معه وتزاحموا عليه وممن حمله حاجب الحجاب وكان النائب غائب بالمرج فأرسل يطلب أن يدفن بتربته التي أنشأها بالقبيبات فأحضر شهاب الدين الحاجب وصيته وفيها أن يدفن بالتربة التي أنشأها الحاجب غربي جامع جراح وذكر أنه أعد القبر له بها في حياته وأنه اعتنى به وزاره ونزله فأنفذ ذلك وتعجب الناس من ذلك ودفن هناك وحضر جنازته أمم لا يحصون وكثير من الناس لم يدرك الصلاة عليه.

وكان فيما يقال جاوز المائة ومنهم من يقول أنه بلغ مائة وعشرين، وحكوا لنا عنه أنه قال: في سنة قازان كنت رجلاً بتفليس (٢)، وقد أرسل قازان يطلب منها عسكراً للخروج إلى الشام ولسنة قازان اليوم مائة سنة وهذا غريب جداً، وكان أقدم من بخانقاه السميساطية، وكان مباشراً على إقراء القرآن بالجامع بكرة وعشياً وحلقته مشهورة يحضرها خلق كثير يلقنون ويقرأون وتجيئه الفتوح والصدقات فيعطيهم ويحسن إليهم، وختم القرآن في حلقته خلق كثير يقال أنه أقرأ ألفاً القرآن ممن اسمه محمد.

وسعى في بناء المدرسة التي إلى جانب دار الحديث الأشرفية، وكان


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٦٢٣، إنباء الغمر ٣/ ٣٣٥، الدرر الكامنة ١/ ٣٢ (٨١)، شذرات الذهب ٨/ ٦٠٧.
(٢) تفليس -قال ياقوت -مدينة قديمة أزلية- معجم البلدان ٢/ ٤٢ (٢٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>