وأخبروا بالوقعة الكائنة بين ابن عثمان والفرنج وأنه قتل منهم مقتلة عظيمة فأقاموا أياماً ثم توجهوا في شهر رمضان.
ويوم الجمعة سابع عشريه ويوم السبت أيضاً ثار هواء عاصف قصف الأشجار ورمى الثمار على قلتها في هذا العام من المشمش والتوت وغير ذلك مما لم يتناهى نضجه.
ويوم الأحد تاسع عشريه وسابع عشرين أيار أول بونة، وليلة الائنين منه تراءى الناس الهلال هلال رمضان فلم يره أحد ولا تحدث برؤيته مع أن كان ممكن الرؤية لأن بُعده أكثر من ثلثي أصيع، حرروه نصفاً وخمساً، وكان بعده عشر درجات ومكثه ثلاث عشر درجة وخمسين وكان في الرابع والعشرين والشمس في الرابع عشر من الجوزاء.
وفي أواخره وصل عبد الوهاب ابن المنجا من القاهرة وكان توجه يسعى للقاضي علاء الدين في القضاء فلم يجب إلا أنه أخذ توقيعاً بما بيد القاضي من المدارس وهي الحنبلية ونصف الصاحبية ونصف الجوزية بشبهة أن بيد ابن منجا نزولاً بهن قديماً، ولم يبق بيد القاضي سوى دار الحديث الأشرفية مشتركة بينه وبين ابن مفلح ثم استرجع القاضي الحنبلية بتوقيع سلطاني في الشهر الآتي.