ويوم الخميس ثالثه توفي الشيخ علاء الدين علي (١) بن قاضي الكرك زين الدين عمر بن عامر بن خضر بن ربيع العامري الغزي وصُلي عليه بالجامع وكان بقية أعيان شهود الحكم وموقع القاضي الشافعي، كتب بخطه المليح المسريع كثيراً وكان خطه مع سرعته لا يختلف، وكان هو وأخواه جمال الدين وهو أكبر منه وبهاء الدين وهو أصغر منه من أعيان الموقعين وكان بيده وظائف مباشرات وحصل له فالج انقطع بسببه إلى أن توفي، وكان فلج وهو قاعد في مجلس الحكم، يقال أنه أكل عدساً وغضب فحمل من المجلس في يوم الخميس ..... كما أرخنا فانقطع إلى أن توفي، وقد جاوز السبعين رأيت سماعه على البرزالي ووالده بالكرك حين كان أبوه قاضيها سنة ثمان وثلاثين لأحاديث منتقاة من معجم ابن جميع.
ويوم الجمعة رابعه أول حزيران، ويوم الأحد سادسه وثالث حزيران طلع الدبران ويوم الثلاثاء ثامنه أول مهرماة.
وأخبرني ابن بولاد يوم الجمعة رابعه أن كتاب نعير جاء إلى نائب الشام يسأله أن يطلب له من السلطان أماناً فأرسل النائب كتابه بذلك وفيه كتاب نعير.
وقدم من بلاد الروم في هذه الأيام رجل يعرف بالصلي كان خياطاً بالعقيبة نزح عنها منذ بضع وعشرين سنة إلى بلاد ابن عثمان وهو قرابة خياط كان بها قديماً دهراً طويلاً وكان شيخاً كبيراً كان يخيط لوالدي وخاط لي أيضاً فأرسل السلطان خلفه فأقدمه على خيل البريد إلى القاهرة فوصل إلى دمشق في أوائل الشهر، يقال: إن السلطان كان اجتمع به قديماً بدمشق ولاذ الناس به ولزمه الذين كانوا يعرفونه وهرع إليه الناس وكان نزل بالمهمخاناة وبينه وبين الشريف قرابة بني قاضي شهبة قرابة فسأل القاضي أن يوليه قضاء بلد فولاه زرع فحكم أياماً ثم توجه، وهرع الراغبون في المناصب إلى هذا الخياط كالباعوني والأخنائي والقضاة المتصلون.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٣٥، إنباء الغمر ٣/ ٣٥٤.