ويوم الخميس عاشره خلع على وكيل بيت المال الجديد قدم من القاهرة بوكالة وهو ابن القرشية صهر القاضي بدر الدين القرشي.
ويوم الجمعة حادي عشره خطب بالجامع الذي أنشأه ابن دعاء الذي كان والياً عند تربتهم برأس حارة المغاربة بطرق مقبرة الباب الصغير مقابل جامع جراح وولي خطابته شرف الدين الأنطاكي النحوي فخطب يومئذ.
ويومئذ بعد الصلاة توجه الأمير ناصر الدين البانياسي متولياً نابلس ومباشراً في الأغوار من جهة النائب.
وفيه جاءت الأخبار بأن طائفة من جيش تمر ويقال ابنه معهم وصلوا إلى ماردين فأرسل إلى السلطان يعرف بذلك، واختلف النقل في قصدهم لذلك.
ويوم الاثنين رابع عشره جرت كائنة غريبة وهي أن سواقاً قدم فذهب إلى بيت ابن المنجا فبشره بورود توقيع له مع بريدي صادفه في الطريق بالقضاء فاستبشروا بذلك واشتهر ذلك بالصالحية، هذا والقاضي الحنبلي النابلسي يحكم بالمدينة شوصل ذلك البريدي فجاء إلى بيت كاتب السر فوجده في الحمام فجلس ينتظره فركب دواداره إلى بيت ابن المنجا بالصالحية مبشراً أو مخبراً بوصول البريدي وظهر تصديق السواق، فلما خرج كاتب السر من الحمام نظر في التوقيع فإذا هو باسم النابلسي بنصف تدريس الحنبلية استعاده من ابن المنجا وصارت بينهما نصفين، ثم وصل على أثره توقيع القاضي بتكملتها وصار بيد ابن منجا أنصاف التدريسين اللذين أخذهما من القاضي كما أرخناه في شعبان.
وكان السواق أخبره البريدي أن معه توقيع القاضي الحنبلي فلم يفهم منه إلا تولية ابن منجا ثم بان الأمر بخلاف ذلك وكان ذوو بني منجا قد استطالوا بالصالحية على جماعة النابلسي في تلك اللحظة وذهبوا إلى نائبه فيما قيل فانقلب السرور بضده وحصل لهم خجل.
وقد وقع شبيهٌ بهذه القصة منذ ثلاث وتسعين ستة في سنة سبعمئة، جاء توقيع لقاضي الحنفية شمس الدين محمد بن إبراهيم الأذرعي وكان ولي