في سنة خمس وسبعمائة القضاء عوضاً عن القاضي شمس الدين محمد بن عثمان ابن الحريري مدة سنة، فجاء في أثناء المدة توقيع باستمراره، فوصل البريد وبيده التوقيع للقاضي الحنفي فظن أنه ابن الحريري فقصده البريدي واجتمعوا لقراءة التوقيع بالظاهرية، وشرع البرزالي في قراءته فلما وصل إلى اسمه فإذا هو الأذرعي فسكت ونزل عن الكرسي وانفض الناس وقصدوا الأذرعي كما ذكرت ذلك في كتاب الدارس في أخبار المدارس.
فصل الصيف ويوم الأربعاء سادس عشره في الساعة الثانية بعد الزوال نقلت الشمس إلى برج السرطان وهو الثالث عشر من حزيران وصام الناس رمضان في أطول النهارات وكان نصفه الأول من فصل الربيع وثانيه من فصل الصيف.
ويوم الخميس سابع عشره توفيت ضحى النهار زينب (١) بنت الشيخ شهاب الدين أحمد بن النقيب البعلبكي زوجة القاضي شهاب الدين الزهري أم أولاده بالقليجية وصُلي عليها بالجامع بعد العصر ودفنت بمقبرة الصوفية عند والدها وحضرها القضاة والأعيان.
وكان والدها مدرّس القليجية والعادلية الصغرى ومفتي دار العدل وشيخ القراء بتربة أم الصالح والأشرفية وغيرهما وزوج ابنته هذه القاضي شهاب الدين الزهري ونزل له عن وظائفه فكان ذلك مبدأ سعادته فلم تزل ابنته هذه ساكنة بالقليجية أيام أبيها وزوجها وابنها، وقد رأيت والدها ومات سنة أربع وستين في الطاعون.
ويوم الجمعة ثامن عشره توفي ..... بن الشيخ ..... بن جماع المطبب هو وأبوه وكان انقطع في بيته من مدة وجاء في هذه الأيام توقيع باسم شخص بالقاهرة بوظيفته بالمارستان وحصل نزاع فمات، وكان طبيباً بالمارستانين النوري والدقاقي وكان لا بأس به، وكان أبوه خفيف الروح يسر المريض اذا اجتمع به ويفرح خاطره.